“صحيفة الثوري” – ثقافة:
عبدالحكيم الفقيه
لا شيء يجدي لا خلود ولا فناء
كن قشة في موج هذا الوقت
وارتقب الرياح
لعلها تمضي مع الأقدار في خط المصير
ألم تر ما حل بالأقوام في الكتب العتيقة
لم نعد ندري الحقيقة
فانسكب كالشاي في كأس الحياة لتحتسيك
ودون المأمول كي تبقيك إن شاءت لك الايام
اسما في السطور
لكم بكت عيناك وانصهرت دموعك والحنين
وقف قليلا كي تقلب دفتر الذكرى وألبوم السنين
هذا انكسارك في زمان التيه
لا صنعاء تبدو نغمة
كلا ولا عدن ستعزف عودها والشوق في سفر الزمان إلى المنى
كن أنت حتى لا تضيع كنائم في زحمة النسيان أو رف الغياب
قالت فتاة في المدينة : شرشفي حزني
وأوجاعي البراقع واللثام
وجاء من أقصى المدينة طاعن في السن يسعى
قال : مشكاتي الفؤاد وما اكتسبت من التجارب في المعارك والسلام.
ونادل في المطعم الشعبي يصرخ : كل عصيدك كي تنام
وعاشق يروي بلا عقل تفاصيل الغرام
والناس تنعت في وجوم ساكت تجار هذي الحرب أولاد الحرام
والجو مغبر وسوداء الغيوم ولا طيور أو حمام.
احفر ظلالك في الصخور وطف وزف الريح للناي البشوشة والصدى، واحرس قطيعك في المراعي الخضر، واعزف ما تريد من الرنين، الوقت من حلم ومن مور الطبيعة والهواجس والنراجس والخزام.
لا تفتح المذياع كي لا يعتريك الرعب أو تأتيك نوبات الخصام.
قفزوا على المألوف واختطوا لهم بالقمع والإرهاب تفصيل الكراسي والنظام.
من أين جاءوا؟ كيف صاروا فجأة كالسوس تنخر؟ واستباحوا الأرض والإنسان. ما هذا الجنون؟ وأين سار الثائرون ليتركوا جسد البلاد لحفنة تسري كما يسري الجذام
قضموا الحدائق والزنابق والمقابر والمعابر والمساجد والموارد والمكاتب والرواتب كالقوارض في الحطام
ابعد قليلا عن مباشرة السياسة لم تعد تجدي الحروف ولم يعد في الناس احساس ولم تجدي القصائد والحماسة والأعنة والخطام
مثلومة هذي السيوف كما نرى
والفارس المغوار مثمول
وثمة زفرة في الخيل
والأعداء من كل الجهات
فرقرق الدمع الاخير
وخذ مجالا للنعاس
وقل سلاما للأنام.
تعز
3 سبتمبر 2025