(القدس) – “صحيفة الثوري”:
أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، بدء المرحلة الثانية من عملية “عربات جدعون” في قطاع غزة، موضحاً أن هذه المرحلة تقوم على تكثيف القتال وتعميق المناورة العسكرية لتحقيق أهداف الحرب. وقال خلال جولة ميدانية برفقة قادة عسكريين بارزين في غزة إن “استعادة الأسرى مهمة وطنية وأخلاقية”، متعهداً بمواصلة استهداف مراكز ثقل حركة حماس حتى “هزيمتها”.
وأشار زامير إلى أن جيش الاحتلال بدأ منذ أمس تعبئة واسعة لقوات الاحتياط، في إطار خطة تشمل استدعاء نحو 60 ألف جندي لدعم العمليات العسكرية. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن قوات الاحتلال تطوق مدينة غزة بالكامل، بينما أوضحت تقارير أن السيطرة على المدينة لن تكون سريعة.
ميدانياً، توغلت قوات الاحتلال داخل مدينة غزة واقتحمت حي الشيخ رضوان، أحد أكبر أحيائها وأكثرها ازدحاماً، بعد تعزيزات عسكرية واسعة شملت مشاركة آلاف من جنود الاحتياط.
في الجانب الإنساني، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 119 شخصاً قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 24 من طالبي المساعدات وصحافيان هما رسمي سالم وأيمن هنية، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال قصف المنازل وخيام النازحين مع استمرار العمليات البرية لليوم الثلاثين على التوالي. وترافق ذلك مع موجات نزوح واسعة للسكان نحو جنوب القطاع، فيما تحذر منظمات دولية من أن أي عملية إجلاء جماعي “مستحيلة التنفيذ”، مع تدهور الأوضاع لأكثر من مليوني نسمة اضطر معظمهم للنزوح مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.
وفي سياق متصل، كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد مطلع الأسبوع اجتماعاً مع مسؤولين في جهاز الموساد لبحث خطة التهجير من غزة. وأفادت القناة بأن النقاش تركز على سبل الدفع بالخطة والوسائل الدبلوماسية الممكنة لتنفيذها، مشيرة إلى أن نتنياهو كلّف الموساد بتحديد الدول التي قد توافق على استيعاب من سيغادرون القطاع.
ويواصل سكان قطاع غزة مواجهة أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يعيش ملايين المدنيين في ظروف قاسية وسط نزوح مستمر وفقدان الأمن الغذائي والماء والمأوى، في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية ما لم تتوقف العمليات العسكرية وتُتاح المساعدات العاجلة للمتضررين.