(صنعاء) – “صحيفة الثوري”:
حذّر الباحث المتخصص في شؤون الآثار اليمنية، عبدالله محسن، من اتساع رقعة تهريب وبيع قطع أثرية نادرة في عدد من المحافظات، بينها أبين والجوف وشبوة، وسط تزايد نشاط سماسرة وتجار محليين وأجانب في هذا المجال.
وأوضح محسن، في منشور على صفحته بمنصة “فيسبوك”، أنه تلقى خلال الفترة الماضية صوراً ورسائل توثق عمليات بيع لكميات من الخرز الأثري المصنوع من العقيق والعقيق الأحمر واليشم، تُعرض في الأسواق المحلية وتصل إلى أيادي مشترين، من بينهم تاجر صيني.
وأشار إلى أن عمليات التهريب تتم عبر المنافذ الجوية بسهولة، نتيجة جهل بعض ضباط الجمارك بالقيمة التاريخية لهذه القطع، إضافة إلى وجود مشغولات حديثة مماثلة لها في الأسواق ما يعقّد عملية التمييز بينها.
وانتقد محسن غياب الإجراءات الرسمية الكفيلة بحماية التراث الوطني، خصوصاً عدم قيام وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار بإصدار دليل مصوّر يعرّف بأنواع الآثار اليمنية، بما يساعد الجمارك وأجهزة إنفاذ القانون على ضبطها.
وكشف الخبير أن قلائد ومصوغات ذهبية وخرزاً أثرياً عُرضت مؤخراً في مديرية المحفد بمحافظة أبين، تشبه بدرجة كبيرة ست مجموعات أثرية محفوظة في متحف بنسلفانيا بالولايات المتحدة، كانت قد اشترتها بعثة أمريكية عام 1930 ضمن 140 قطعة أثرية جُمعت من اليمن.
ويُذكر أن عمليات النهب والتهريب للآثار اليمنية تصاعدت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، في ظل الانفلات الأمني وتدهور مؤسسات الدولة منذ اندلاع الحرب أواخر 2014، ما أتاح المجال لشبكات منظمة لنقل القطع الأثرية إلى الخارج، حيث يتم عرضها في مزادات دولية أو اقتناؤها ضمن مجموعات متاحف عالمية، وسط دعوات متكررة لاستعادتها.