قالت وكالة رويترز إن أحياء من مدينة غزة تشهد نزوحاُ جماعياً متصاعداً منذ منتصف شهر آب/أغسطس الجاري تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف، بعد اعتماد الجيش الإسرائيلي خطة احتلال المدينة التي سيعرضها اليوم على وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. بالتزامن، تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن أي اجتياح بري شامل للمدينة قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية” ويرقى إلى جريمة “التهجير القسري”.
وفقاً لرويترز، غادر آلاف الفلسطينيين منازلهم في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، متجهين نحو الغرب والجنوب، بحثاً عن ملاذ آمن.
وأكد أحمد محيسن، مدير مركز إيواء في مدينة بيت لاهيا “غادرت نحو 995 عائلة خلال الأيام القليلة الماضية.. خوفاً من هجوم بري وشيك”.
فيما تحدث موسى عبيد، أحد سكان المدينة عن الأوضاع المعيشية في مدينة غزة، ووصفها بأنها أصبحت “لا تطاق”، الأمر الذي دفعه إلى النزوح جنوباً.
وتشير تقديرات أممية ودولية إلى أن أي هجوم بري إسرائيلي جديد في المدينة قد يدفع بمئات الآلاف من المواطنين إلى النزوح مرة أخرى، فيما يتركز نحو مليون فلسطيني في مدينة غزة منهم مئات الآلاف يتكدسون في خيام أو مراكز إيواء مكتظة.
وأكدت وكالة رويترز نقلاً عن شهود عيان دخول “تسع دبابات إسرائيلية” ترافقها جرافات إلى حي الصبرة في مدينة غزة، فيما وصفته الوكالة بـ “استعراض واضح للقوة”.يأتي هذا بعد أن أقر الجيش الإسرائيلي خطة احتلال مدينة غزة “طويلة الأمد”.
ضوء أخضر أمريكي
بينما تتعالى الأصوات الأممية والدولية المحذرة والمنددة للعملية الإسرائيلية، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، أنها ماضية في خطتها.
وقال وزيرة الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بالقول إن “الضغط الأوروبي لن يؤثر على سياسة إسرائيل الأمنية”.
بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “منح الحكومة الإسرائيلية ضوءاً أخضر” للمضي في عمليتها العسكرية، ما عزز من موقف نتنياهو في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.
وفي منشور له على منصته تروث سوشيال، كان الرئيس ترامب أدلى بتصريحات تتقارب مع تلك التقارير في دعم العملية العسكرية، بل وتسريع وتيرتها.
وقال ترامب في منشوره، “لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها! كلما أسرعنا في ذلك، زادت فرص النجاح”.وختم ترامب منشوره بالقول “إلعب للفوز، أو لا تلعب أبداً!”.
وفي السياق، أفادت مصادر إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تسلم، يوم الثلاثاء، خطة هيئة الأركان لاحتلال غزة التي وصفها نتنياهو بالقول “آخر معقل كبير لحركة حماس”.
وعلى وقع خطط احتلال غزة، تتعمق الانقسامات السياسية في إسرائيل. ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رئيس الوزراء نتنياهو بأنه “الشخصية الأكثر سمية في عالم السياسة”.
تحذيرات أممية من كارثة إنسانية
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن خطة إسرائيل لاحتلال مدينة غزة سيكون لها “أثر إنساني كارثي”.
وشدد المكتب على أن إجبار مئات الآلاف من العائلات على النزوح هو “وصفة للكارثة” وقد يرقى إلى جريمة “التهجير القسري”، مشيراً إلى أن نحو 86% من مساحة القطاع تخضع حالياً بالفعل للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.
كما حذر المكتب من تصاعد عمليات القصف التي قد ترافق العملية الجديدة في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، حيث تعمل “المشافي بأضعاف طاقتها في جنوب القطاع واستقبال مزيد من المرضى من غزة ستكون له عواقب وخيمة”.وأكدت الأمم المتحدة في بيانها أنها ستبقى على الأرض لتقديم الدعم، مطالبة بـ “الوصول دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة وإدخال الإمدادات عبر المعابر”.
المصدر: مونت كارلو الدولية