آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة الثالثة عشرة)

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبد الجليل عثمان

الحوار ووثيقة العهد وخطاب الحرب

  • 1- كشفت الأزمة بين الطرفين في اعتكاف نائب الرئيس في عدن في 19 اغسطس93م عن أن الشريك الشمالي قد خالف اتفاقيات الوحدة (نوفمبر٨٩م ومايو٩٠م)، حيث كان يعمل على إلغاء الكيان الجنوبي الذي كان له شخصية مستقلة عبر قرن من حين انقسام اليمن الى شطرين. وساهم الاستعمار وعملائه والأمامة في تعميق العزلة بينهما.
  • 2- كانت احداث الاغتيالات التى سبقت الانتخابات البرلمانية في 27 ابريل 93م ضد قيادات وكوادر الاشتراكي وكذا المناورات من جانب شريكه في الحكم دلالة على غياب الثقة بين الرئيس ونائبه، ولم يبقى أي امل لأقناع صالح بأدارة التجربة الوحدوية بطريقة مغايرة لتلك التى درج عليها حكام الشمال القائم على الولاءات القبلية والارتجال والتصرف بالمال العام دون ضوابط والتفرد بأتخاذ القرار، وارهاب كل من يحاول الاعتراض، حيث اختصرت شخصية الدولة في شخص الرئيس. فقد تطبع شمال الوطن بهذا السلوك الاستبدادي وتعايش معه، وقد تضرر منه الجنوب على نحو كبير في تجربة الوحدة، عكس الاعتقاد إن أبناء الجنوب سوف يكفرون بتجربة حكم الاشتراكي لحوالي ربع قرن، ويعلنون ولائهم لحزب الرئيس. وقد كانت النتائج عكسية عبرت الانتخابات عن تمسك ابناء الجنوب بالانجازات التى حققها الاشتراكي من الخدمات وثبات الاسعار الاساسية، وكان استفتاء على شعبية الحزب في الانتخابات.
  • 3- الاشتراكي اعتبر ذلك قوة ضاغطة لتصحيح مسار الوحدة والرئيس يردد أن الوحدة اليمنية هي صنوا الوحدة الألمانية، وما على الجنوب إلا أن يذوب في الشمال من منطلق عودة الفرع الى الأصل، وقد وجد نفسه أمام حالة مستعصية لايمكن حلها الا بواسطة الكي (الحرب) خصوصا وان المؤشرات توحي بأن الثروات كامنة في الجنوب.
  • 4- ازدادت قوة المصالح المناطقية والقبلية في التحالف بين حزب الرئيس وتجمع الاصلاح على اساس شمال ضد جنوب وهو ماعرف بحديث الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في تصريحه قبل اندلاع الحرب (إن الأقلية الجنوبية تحاول الانفصال للأستئثار بالثروات والاراضي والممرات والسواحل لتحويل الاكثرية الشمالية الى عمال لديها).

”وهذا خطاب حرب يصبغ الحرب بأسم الوحدة، وقد اصبح مادة اساسية للتعبئة والتحريض ضد الاشتراكي.“

  • 5- طرح الاشتراكي مشروعه للأصلاح السياسي في(18) نقطة تركزت على تحقيق الامن ومواجهة الارهاب، واعادة النظر في وضع المؤسسات القائمة وصلاحياتها وطريقة بناء الدولة.(1). لم تلبث النقاط المذكورة في سبتمبر93م أن طرحت كمشروع وطني للأصلاح وباتت مطلبا تجمع عليه غالبية القوى السياسية المتضررة من نهج الرئيس وحليفه الشيخ عبدالله. وتطورت الأزمة وأدى إلى تشكيل ميزان جديد لقوى سياسية، واقتنع علي صالح بحل الأزمة من خلال الحوار، وتشكلت لجنة من الأحزاب السياسية في الائتلاف والمعارضة والشخصيات الوطنية، واستمر عمل هذه اللجنة في ضل احتكاكات عسكرية من معسكرات الطرفين ومحاولة اغتيال، أقرباء البيض وقتل أحدهم.
  • 6- أدى إنجاز اللجنة لوثيقة العهد والاتفاق وتوقيعها في ١٨ بناير94م في عدن من أطراف الائتلاف الثلاثي الحاكم (المؤتمر والاشتراكي والاصلاح) إضافة إلى أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية بالأحرف الأولى، ثم وقعت في ٢٠ رمضان ١٧مارس٩٤م فى عمان بحضور الملك حسين وولى العهد ومندوبين من عدد من دول العالم( 2).

لقد كانت نقاط الـ (18) للاشتراكي تفتح الباب للتفاعل والحراك الاجتماعي، وطرح المؤتمر(19) نقطة وقيام المعارضة بطرح تصورها للقضايا الموضوعية.

نجح الاشتراكي في سياسة النفس الطويل والصبر في حماية عملية الحوار من التشويه ومنع الانحدار نحو المتاهات.

————————————–

(١) د محمد احمد علي المخلافي ..مصدر سابق.

(2) جارالله عمر ..مصدر سابق

يتبع