صحيفة الثوري- تقارير
بعد سنوات من التوازن الهش بين إسرائيل وإيران، انقلبت موازين القوى رأسًا على عقب. فبينما كانت القوة العسكرية الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا تفوق قوة إيران التقليدية، كانت الأصول غير التقليدية لطهران -صواريخها، طائراتها المسيرة، وشبكتها من الجماعات المسلحة- كافية لردع أي هجوم. لكن الأحداث الأخيرة غيرت كل شيء.
هزيمة إيران
الحروب التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر 2023 أضعفت بشكل كبير حماس وحزب الله، أهم أذرع إيران في المنطقة.
وفي ذروة الأزمة، انهارت سوريا، حليفة طهران الوحيدة، بينما تلقت إيران نفسها هزائم متتالية أمام إسرائيل في مواجهات عسكرية مباشرة.
وسط هذا الانهيار، ظهرت قوة جديدة وغير متوقعة: الحوثيون في اليمن. على عكس حلفاء إيران الآخرين، لم يزداد الحوثيون قوة فحسب، بل تحولوا إلى قوة إقليمية مؤثرة قادرة على شن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على أهداف بعيدة مثل إسرائيل والإمارات.
هل ستتخلى إيران عن حلفائها ؟
الخبراء يرجحون العكس تمامًا. فبعد أن خسرت إيران حلفاءها الرئيسيين، أصبح الحوثيون أقوى شركائها غير الحكوميين، وورقة الضغط الوحيدة المتبقية لها في المنطقة.
إن دعم الحوثيين هو استثمار ضئيل نسبيًا (مئات الملايين من الدولارات سنويًا)، ولكنه يدر عوائد استراتيجية هائلة، ويعزز نفوذ طهران في شبه الجزيرة العربية. لذا، فمن المستبعد جدًا أن تتخلى إيران عن هذه الورقة الرابحة.
مستقبل الحوثيين
إذا توقف الدعم الإيراني، سيعاني الحوثيون على المدى البعيد. فبينما يمكن لمخزونهم الحالي من الأسلحة أن يصمد لفترة، إلا أن قدرتهم على ضرب أهداف بعيدة ستتآكل بمرور الوقت، وهذا قد يغري السعودية والإمارات بشن هجوم بري جديد ضدهم.
في محاولة لتنويع شراكاتهم، قد يتجه الحوثيون إلى روسيا والصين، ولكن دعم هاتين الدولتين يظل محدودًا، خاصة وأنهما لا ترغبان في تعريض علاقاتهما المتنامية مع السعودية والإمارات للخطر.
في النهاية، يظل السيناريو الأقرب للواقع هو أن إيران ستستمر في دعم الحوثيين، وربما تكثف هذا الدعم. لقد أصبح الحوثيون أقوى مكون في “محور المقاومة”، وآخر أمل لإيران في مواجهة خصومها. لذا، أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها خطوات حاسمة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، ودعم الحكومة المعترف بها دوليًا.
صادر عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيحية