آخر الأخبار

spot_img

سلام رحيل 

صحيفة الثوري- كتابات: 

خليل الزكري

رحل صنع الله ابراهيم، لكن رواياته “اللجنة” “يوميات الواحات” “وسجن الواحات الخارجة” و”ذات” و”شرف” و”أمريكانلي” و”التلصص” و”العمامة والقبعة”

و”تلك الرائحة” و”الثعبان”، و”بيروت بيروت” و”وردة” ستظل تشهد أن كاتبا مصريا رفض أن يأكل نفسه، ففضح بجرأة من يأكلون أوطانهم.. صنِع أدبه كما يُصنع الخلود إتقانا، وتحديا.

لم يكتب صنع الله ليزين الواقع في كتاباته بل كان ينبش فيه ويكشف خفاياه المؤلمة؛ فتجده في روايته المعنونة “اللجنة”، يمزج الكابوس الكافكاوي – بكل تجلياته من الخوف الوجودي والعبثية، والعجز الإنساني، والاغتراب في مواجهة أنظمة قاهرة غامضة – بانتقاد الدولة الأمنية.. وفي روايته “ذات”، جعلَ بطلة الرواية موظفة أرشيف تسرد انهيار أحلام الطبقة الوسطى عبر قصاصات جرائد حقيقية.. اما روايته “بيروت بيروت”، ذهبَ لايكتب قصة حب في الحرب الأهليةِ، فانغمس في أبحاث عن الوثائق حتى صارت الرواية وثيقة تاريخية، تكشف تفاصيل مرعبة عن الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان في مطلع ثمانينات القرن الماضي.. إلى روايته “وردة” التي دون فيها تجربة ثورة ظفار في عمان ضد السلطان قابوس، وجعل من بطلة الرواية “وردةَ” رمز للتمرد النسوي العربي، فهذه الرواية التي كتبها عام 2000، تتنبأُ، بالجيل الجديد (وعد)، ابنة وردة التي تستخدم مذكرات أمها لمصلحتها الشخصية، في كناية عن خيانة الثورات، فكيف لثوار الأمس أن يصيروا جلادِي اليوم؟، تساؤل يخترق الرواية، ويجيب عنه بخيبة ثوار ظفار الذين انخرطوا ضمن تسوية في حكومة قابوس.

سلام رحيل أيها الشاهد.. برحيلك خسرت مصر والثقافة العربية أحد أعمدة السرد العربي.