“صحيفة الثوري” – كتابات:
عبد الجلبل عثمان
التحول الديمقراطي عشيّة الوحدة
بعد الوحدة عام90م كان القبول الى صفوف الحزب الاشتراكي يجري بصورة جماهيرية دون أي قيود تقريبا، وقد كان هذا مبرر في ظروف النهوض الوحدوي وشعبية الحزب بالانقاذ الوطني.. ففي عام91م كان عدد الاشتراكيين يزيد عن(200) الف عضو وكان عدد الاعضاء الجدد من وسط المتعلمين والعمال والمستخدمين والفلاحين يتزايد غير أن الناضجين فكريا وسياسيا كان قليلا لأنه لم يكن قادراً على ان يستوعب بسهولة هذا العدد الكبير من الاعضاء الجدد، فقد نما عدد الاعضاء اثنا المهرجانات الخطابية لشرح سياسة الحزب، وتوسيع صفوفه وكل ذلك يعني معرفة عميقة لحقائق المجتمع (فثمة تباين كبير بين مناطق البلاد المختلفة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
وظهرت مهام جديدة أمام الحزب من خلال العمل الجماهيري الواسع، حيث عمل الاشتراكيون بنشاط على بناء المنظمات الجماهيرية واعتقدوا أن ذلك سوف يسهل بناء حزب ثوري ومؤثر وراهنوا على الواجهات الاجتماعية والقبلية، وعقدت مؤتمرات جماهيرية كألية جديدة للضغط على الخصوم.
وبرز سؤال كيف يمكن الاهتمام بالنشاط بين أوساط المتعلمين وممثلى الطبقات الشعبية؟
لقد تركز هدف الحزب على شرح برنامج الحزب الجديد المقر من اللجنة المركزية للحزب في مايو 90م وامكانية تحقيقه في البلاد وأقيمت حلقات نقاشية ومحاضرات جماهيرية. وأثناء هذه الحملة نشأت منظمات حزبية جديدة واعادة تنظيم أعضاء الحزب القدماء وكان ذلك في إطار التحضيرات للمؤتمرات الحزبية المحلية وكان لهذه الانشطة اهمية كبيرة في تأييد شعبي للحزب ولم يعتمد الحزب في التنسيق إلى عضويته على أساس القبول بتحقيق أهداف ومصالح ومنافع شخصية لمن اراد الانظمام الى الحزب الاشتراكي كما يفعل حزبي المؤتمر وتجمع الاصلاح.
غير أن مبدأ الطوعية والقناعة السياسية بوثائق الحزب السياسية ومن خلال الاحصاء المقدم من منظمة تعز عام ٩١م ارتفع عدد الاعضاء من (2000) عضو اساسي في اغسطس90م الى(23171) بزيادة حوالى(١٢٠٠ %) ينتضمون في(1043) منظمة قاعدية و(700) جماعة مرشحة.
وطبقا للمؤشرات الاحصائية عام ٩١م للحزب فقدبلغ عدد المنظمات القاعدية(6209) منظمة قاعدية باستثناء صنعاء وصعدة، وبلغ الاعضاء الاساسيين والمرشحين(١١٩١٢٧) منهم(790) امرأة بنسبة 6% وكان عدد الاعضاء الاساسيين(75498)عضو والبقية مرشحين وحصل الحزب بالانتخابات النيابية بمحافظة تعز على(113700) صوت، ونجد ان الكثافة تنامت بدرجات متفاوتة من محافظة الى اخرى حيث كانت نسبة منظمات تعز واب ولحج في مكان الصدارة، وضلت الجهود متواصلة لأعادة بناء المنظمات مثلا نجد أن عضوية منظمة إب قد زادت من( 14305) عضو الى(19561) عضو بنسبة27% والمرشحين الى(23762) أي أصبح عدد الاعضاء في اب(٤٣٣٢٣) وازداد قبل انتخابات ٩٣م وكان التصويت للحزب بالمحافظة ضئيل اقل من (40) ألف صوت، وهذا مؤشر ان العضوية للحزب في المحافظات الشمالية كانت غير مؤهلة لادارة الانتخابات’ عكس منظمات الحزب في الجنوب التى حققت نجاحات كبيرة في المقاعد والاصوات.. (1)
وقد كانت طبيعة المهام الرئيسية الآنية والمستقبلية في ضوء اتفاق ٣٠ نوفمبر٨٩م و٢٢ مايو ٩٠م حول المجال التنظيمي والفكري وذلك على النحو التالي:
1- وحدة الحزب وتعزيز دوره الكفاحي عن طريق الأيمان بالترابط بين اهداف الثورة اليمنية ونضال الشعب اليمني في وحدة أداته والذي انعكس في برنامج الحزب على مستوى الساحة اليمنية’ وضرورة وجود رؤية وطنية لكتلة تاريخية مع من يقف مع قضية الوحدة.
2– تقوية وحدة الحزب المبدئية وتغيير الية واسلوب عمله وتحويله الى حزب جماهيري يعتمد على قوة منظمة وبرنامج سياسي.
3– امعان الفكر في اجراء اصلاحات داخل الحزب في ضو المهام التى حددتها وثيقة الاصلاح السياسي والاقتصادي الشامل.
4– الاعداد الى عقد المؤتمر الرابع للحزب لمراجعة تجربته السابقة واعادة صياغة برنامجه ونظامه الداخلي ضمن التصورات الجديدة لعمل الحزب ووضع برنامج فكري ثقافي لدراسة المجتمع اليمني وتطورات الاوضاع في المنطقة العربية والعالم لتوسيع مدارك الاعضاء وثقافتهم عبر الحوار والمناقشة والتحليل الملموس لمعطيات الواقع وعوامل تغييره. وعقد المؤتمرات الفرعية في المراكز والمديريات والمحافظات واختيار مندوبيها الى المؤتمر العام في نهاية عام91م وتأجل عقد المؤتمر العام الرابع بفعل التطورات والاضطرابات خلال الفترة الانتقالية والتى عصفت بالوحدة اليمنية في حرب٩٤م.
5– تقرير اسلوب الخطاب السياسي في الحزب بحيث يرتكز على الموضوعية والواقعية والاهتمام بالمستجدات المتلاحقة والنقد للأخطاء والسلبيات والاهتمام بالاعلام الحزبي لدوره المؤثر في تعزيز وحدة الحزب في أيصال المعلومات وموقف الحزب للأعضاء بأنتظام وتطوير صحفه شكلا ومضمونا وتوسيع المشاركة فيها..
6– تطوير الثقافة الوطنية والتراث الوطني وتأصيل الروح الوطنية وسط الشعب وتعميق الحوار الثقافي الفكري الديمقراطي والتواصل الايجابي بين ثقافتنا العربية والاسلامية المستنيرة والأنسانية التقدمية.
7- رفع مستوى الوعي الوحدوي الوطني والديمقراطي والنضال ضد الجهل والتخلف الثقافي المعادي لحرية الانسان وتقدمه.
وفي سبيل ذلك عقد اجتماع تشاوري لسكرتيري دوائر الثقافة والاعلام في منظمات الحزب الاشتراكي اليمني في المحافظات في ١٤ يونيو٩١م خرج بالعديد من التوصيات منها:
- أولا: وضع برنامج للتثقيف الحزبي.
- ثانيا: عقد دورات حزبية.
- ثالثا: إنشاء مركز للبحوث:
- رابعا : التوصيات:
- توحيد بطاقة العضوية الحزبية.
- تصميم شعار جديد للحزب كبديل للشعار السابق.
- انها الازدواجية في بعض المنظمات بين دوائر الثقافة والاعلام والدوائر الاخرى.(2)
هذا البرنامج التثقيفي تم العمل بتنفيذ العديد من بنوده في المنظمات ومنها منظمة تعز فقد وضعت في حينه خطط عمل لأهداف واساليب العمل الثقافي والاعلامي في منظمة المحافظة والمديريات على ضو التطورات الجديدة واعدت اللوائح بالمهام في الدوائر الثقافية وعملت مكتبات في المقرات وارشفة الوثائق، واعداد نشرات داخلية في بعض المديريات، واقامة محاضرات في المقرات، واعداد دراسات مختلفة للأعضاء، وبرامج تثقيفية، وعقد ندوات في المديريات وامسيات شعرية، وعقدت دورات داخلية قصيرة للاعضاء والدعاة السياسيين، ولمشروع الدستور اليمني ولوثيقة العهد والاتفاق، واتجاهات عمل بالعملية الانتخابية وتوزيع اكثر من(30) مادة فكرية سياسية وتنظيمية ارشادية.
.وكانت حرب ٩٤م قد اوقفت ذلك النشاط مؤقتا.
——————————–
(1) عبدالجليل عثمان دراسة حول (مهام التجديد في عضوية الحزب)1998/3م.
(2) برنامج التثقيف الحزبي من دائرة الفكر والثقافة..يوليو91م