واشنطن – “صحيفة الثوري”:
دعت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) وزارة الخارجية الأمريكية إلى تصنيف جماعة الحوثيين في شمال اليمن ضمن قائمة “الكيانات المثيرة للقلق بشكل خاص” (EPC)، وذلك على خلفية ارتكاب الجماعة لانتهاكات جسيمة وممنهجة ضد حرية الدين والمعتقد في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وجاءت التوصية ضمن تقرير أصدرته اللجنة الأربعاء، تناول وضع الحريات الدينية في شمال اليمن، حيث قالت إن الجماعة تمارس اضطهاداً واسعاً ضد الأقليات الدينية، بما في ذلك البهائيون والمسيحيون واليهود والأحمديون، إضافة إلى نساء وفتيات وناشطين يعارضون تفسير الحوثيين للإسلام.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات الدينية تصاعدت بعد هجمات حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، حيث لجأت جماعة الحوثيين إلى تضييق أكبر على الأقليات، وتوسيع دائرة القمع الديني، بما في ذلك إجبار معتقلين على حضور دورات فكرية تروج لأيديولوجية الجماعة.
وبحسب اللجنة، تفرض جماعة الحوثيين تفسيراً أحادياً للدين عبر قطاعات التعليم والإعلام والقضاء والسجون، وتعتمد خطاباً طائفياً يُهدد ما تبقى من التنوع الديني في اليمن، الذي يعود إلى آلاف السنين.
وأوضح التقرير أن الجماعة تستخدم ممارسات قسرية لنشر أفكارها الدينية، تشمل تلقين الأطفال في المدارس وتعريض المحتجزين من الأقليات لمعاملة تمييزية، إلى جانب فرض قيود على النساء والفتيات، من بينها اشتراط وجود “محرم” للسفر، حتى لغير المسلمات والعاملات الأجنبيات، وحرمان النساء من الرعاية الصحية وبعض الفضاءات العامة.
وتحدث التقرير عن إنشاء الجماعة لوحدات أمنية نسائية تُعرف بـ”الزينبيات”، تقوم بأدوار رقابية وقمعية بحق النساء المعارضات للأفكار الدينية للجماعة، وذكر أن هذه الوحدات ضالعة في فرض تعليم ديني قسري على الفتيات، ومصادرة أماكن العبادة الخاصة لنشر عقيدة الجماعة.
كما رصدت اللجنة ممارسات تمييزية في توزيع المساعدات الإنسانية، حيث تُمنح الأفضلية للموالين للحوثيين، بينما يُقصى أفراد من الأقليات الدينية، ورفضت بعض المؤسسات الطبية تقديم العلاج لمسيحيين، بحسب شهادات محلية وثقتها اللجنة.
وأكد التقرير أن البيئة التي تفرضها الجماعة على الأقليات الدينية “بيئة قمعية دفعت كثيرين إلى الفرار نحو الجنوب أو خارج البلاد”، فيما يعيش من تبقى منهم تحت التهديد المستمر أو في حالة تَخَفٍّ خوفاً من الاعتقال أو العنف.
وفي تقريرها السنوي للعام 2025، أوصت اللجنة أيضاً بتصنيف ست جماعات أخرى في فئة “الكيانات المثيرة للقلق بشكل خاص”، وهي: حركة الشباب، بوكو حرام، هيئة تحرير الشام، ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل الأفريقي، ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وتُعد هذه التوصية جزءاً من الجهود السنوية للجنة التي أُنشئت بقرار من الكونغرس الأمريكي كمؤسسة مستقلة لمراقبة الحريات الدينية حول العالم، حيث تُقدّم توصياتها للبيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس بهدف مكافحة الاضطهاد الديني وتعزيز الحريات الأساسية للمعتقد.