(روما) – “صحيفة الثوري”:
كشف برنامج الغذاء العالمي (WFP) عن تراجع حاد في واردات الوقود والمواد الغذائية إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في غرب اليمن بنسبة تقارب 19% خلال النصف الأول من العام الجاري، متأثرة بالغارات الجوية الأخيرة وارتفاع تكاليف الشحن نتيجة التصعيد المتواصل في البحر الأحمر.
وأوضح البرنامج في تقريره الحديث حول الوضع الغذائي في اليمن، أن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى الواقعة على البحر الأحمر استقبلت ما يقارب 3.5 مليون طن متري من الوقود والمواد الغذائية في الفترة الممتدة بين يناير ويونيو 2025، بانخفاض نسبته 18.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي شهدت استيراد حوالي 4.3 مليون طن متري.
وأشار التقرير إلى أن واردات الوقود إلى تلك الموانئ شهدت خلال شهر يونيو وحده تراجعاً بنسبة 47% مقارنة بمتوسطها المتحرك على مدى 12 شهراً، لتسجل بذلك أدنى مستوى شهري منذ بدء سريان الهدنة الأممية في أبريل 2022.
كما بلغت الكميات التراكمية للوقود الواردة إلى هذه الموانئ 1.4 مليون طن متري خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بانخفاض قدره 18.4% مقارنة بعام 2024، فيما انخفضت واردات المواد الغذائية إلى نحو 2.1 مليون طن متري، مقارنة بـ2.6 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بتراجع سنوي نسبته 19%.
وعزا البرنامج الأممي هذا التراجع إلى “الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للموانئ جراء الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى انخفاض قدرة الموانئ على تفريغ وتخزين البضائع، وارتفاع تكاليف تأمين الشحن نتيجة التصعيد المستمر في البحر الأحمر”.
وحذر التقرير من أن الوضع المحلي لا يزال “مثيرًا للقلق”، مشيراً إلى أن استمرار تدهور الموانئ قد يؤدي إلى شُح في الوقود أو ارتفاع كبير في أسعاره خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على أسعار المواد الغذائية.
كما أفاد البرنامج أن احتياطيات الغذاء الحالية في اليمن قد تغطي احتياجات لا تتجاوز الشهرين، وسط مخاوف متصاعدة من تقلبات السوق وارتفاع أسعار السلع الأساسية في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة الانقطاعات في سلسلة الإمداد ونقص الوقود، فضلاً عن تداعيات تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO).