آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة السابعة)

“صحيفة الثوري” – كتابات :

عبد الجليل عثمان

الإيجابيات في تجربة نظام اليمن الديمقراطية في الجنوب

  1. قيام دولة وطنية في جنوب الوطن قامت على انقاض (23) سلطنة وأمارة ومشيخة ومنها مستعمرة عدن، وتجسيد الطابع الوطني اليمني لهذه الدولة ابتداء من اصدار قانون الجنسية اليمنية بعد الاستقلال مباشرة في حكومة الجبهة القومية ثم النظام السياسي الموحد ثم الحزب الاشتراكي اليمني، بعيداً عن الخلفيات القبلية أو الشطرية، ورفعت هذه الدولة شعار (اليمن الديمقراطي الموحد)، والتزمت بمشروع ثوري وطني وقومي وأممي إنساني ولها رؤية للعدالة الاجتماعية والحرية والازدهار المادي والثقافي، ووضعت أسس دستورية وقانونية في بناء هذه الدولة الوطنية، ذات هوية وطنية يمنية موحدة، وأعطت المواطنين القادمين من شمال الوطن نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات للمواطنين في جنوب اليمن.
  2. اتجهت دولة الاستقلال في جنوب الوطن من اللحظات الأولى لقيامها نحو تكريس أسس العدالة والمساواة الاجتماعية، وبحكم التزامها الايديولوجي أعلنت الحرب الشاملة على التخلف الاقتصادي والاجتماع، وعلى صور الظلم والاستغلال، وأزالت الامتيازات الطبقية، ورفعت مستوى المعيشة لطبقات وفئات المجتمع المختلفة، وتمكينها من المشاركة في النشاطات السياسية والاقتصادية التى كانت محرومة منها، من خلال اللجان الشعبية، ومجالس الحكم المحلي، ومجلس الشعب الأعلى، والمنظمات الجماهيرية والنقابية، وتأمين العمل لكافة السكان، وتوفير الحد الأدنى الضروري من خدمات التعليم والعلاج المجاني، وتأمين السكن وبقية الخدمات الأخرى.
  3. وبتأثير النهج السياسيى والأيديولوجي للحزب والدولة تحقق أبرز مكسب للمرأة في قانون الأسرة، حيث أمّن حقوقاً شاملة للمرأة ومساواتها بالرجل، وألغى كافة أشكال الحرمان والتعامل الدوني معها، في ضل مجتمع لايزال يعاني من أثر العلاقات العشائرية ونظرة الاحتقار للمرأة وفتحت الدولة مجالات العمل أمام النساء، ومكنتهن من التعليم والعمل والمشاركة في مختلف الشئون العامة وتقلد المناصب السياسية والقضائية والادارية الرفيعة. وتلك الحقوق التى منحت للمرأة تعتبر مفخرة للنظام التقدمي في الجنوب سابقاً ولا تزال حتى اليوم محل احترام من قبل المجتمع المتحضر والعالم المتمدن.
  4. ألغى الحزب بوحي من التزامه الايديولوجي كل أشكال التعامل المهين مع الفئات الاجتماعية المهمشة، وأعلى من قيمة العمل والمشتغلين بالمهن اليدوية، وحطم قدسية الفئات المستغلة لجهد الأخرين والمتفاخرة بعصبياتها ومراكزها الاجتماعية العشائرية.
  5. الإهتمام بالانفاق على التعليم وتمكين الجميع من الحصول عليه مجانا حتى المراحل العليا، وبدون أي تمييز بين فئات سكان اليمن، وجعل التعليم الاساسي إلزاميا. ومن مفاخر النظام الذي قاده الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن اليمني أنه طبق محو الأمية وتعليم الكبار، واستطاع في عام1985م أن يعلن أن اليمن الديمقراطية بلد لا أمية فيها وكانت من أنجح تجارب البلدان النامية في مجال محو الامية.
  6. تم بنا مؤسسات حديثة للدولة وفرضت سيادة القانون وكفلت استقلال القضاء واستتباب الامن والاستقرار، ومحاربة الجريمة والرشوة والعبث بالمال العام ومظاهر التكسب الغير مشروع، وبناء مؤسسات دفاعية وأمنية قوية لحماية مكاسب الثورة وسيادة البلاد.
  7. تحقيق انجازات اقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة واستغلال الثروة السمكية واستقرار معيشي على الرغم من شحة الموارد الاقتصادية المتوفرة’ اضافة الى اهتمام الدولة في اقامة البنى الهيكلية لبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة.
  8. اصطفاف الحركة الوطنية التقدمية في شمال الوطن وجنوبه في الدفاع عن الثورة والجمهورية، في الشمال والجنوب وقد تجسدت وحدتها في اصعب واعقد الظروف التى مرت بها الثورة، وبالذات حرب السبعين بوما اواخر ٦٧م، وفي حرب سبتمبر ٧٢م لقد وحدتها المعارك الضارية ضد الرجعية والاستعمار.

وكان إنقلاب 5 نوفمبر 1967 في شمال الوطن وسيطرت القوى الرجعية التابعة للأقليم جعلت الحزب يرى قيام جبهة وطنية ديمقراطية للتصدي للرجعية والامبريالية أصبحت ضرورة ملحة تفرضها الظروف الجديدة التى طرأت على الخارطة السياسية بعد أحداث أغسطس ٦٨م، وإن طريق الخلاص يكمن في تكاتف وتراص القوى الوطنية وكانت الحوارات الشهيرة في منتصف عام٦٩م تعبيرا عن الاهتمام بمسألة قيام الجبهة، وبذلت جهود إلا أن ظروفا موضوعية وذاتية أعاقت تقارب الأحزاب والقوى الوطنية آنذاك، واستمر الحوار خاصة بعد اختلال ميزان القوى في بداية السبعينات لصالح القوى الرجعية.(١)

وكان اتفاق مارس٧٢م الذي وضع اللبنة الأولى في طريق وحدة القوى الوطنية لأخراجه إلى الواقع العملي، حيث أن النضال المشترك جرها إلى التقارب والتفاهم ووضعت خطط وبرامج لوحدة القوى الوطنية في الساحة البمنية، وطرأت تغيرات كبيرة داخل الحركة الوطنية الديمقراطية في انضمام مجاميع واسعة من الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية، والاتفاق على برنامج الحد الادنى في قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية في 11 فبراير1976م، وتوحيد الفصائل الوطنية اليسارية في الجنوب والشمال في حزب طليعي واحد هو الحزب الاشتراكي اليمني.


(١) د محمد على الشهاري كتاب(اليمن في الجنوب والانتكاسة في الشمال.
يتبع..