“صحيفة الثوري” – كتابات:
عبد الجليل عثمان
سلبيات وإيجابيات تجربة الثورة في الجنوب
إجمال السلبيات على النحو التالي:
1– العنف والاقتتال الأهلي داخل صفوف الحزب في دورات صراع نتيجة لوجود نزعات انتهازية لم تستوعب الفكر الاشتراكي والسياسة المقرة وتوجهها في الانقلاب على القيادة الجماعية والاستيلاء على السلطة ارتباطا بموروث اجتماعي وثقافي متخلف.
2– تطرف يساري مغامر امتد بعد خطوة 22يونيو69م وهو نوع من عملية القفز على الواقع وتجاهل القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي وأثر سلبا على تحالف الثورة الوطنية الديمقراطية في شرائح المجتمع المختلفة وخاصة اصحاب الملكيات الصغيرة.والاضرار بمصالحها الاقتصادية’ وضيق المجال امام دور العمال والفلاحين والمثقفين’ وانتعشت الفئات الطفيلية في صلاتها بالسوق الراسمالي.” ١”
كما ظهرت تشوهات نتيجة ضعف الرقابة على هيئات ومؤسسات السلطة في بناء سلطة الدولة على اساس مجالس الشعب وابهات دور المؤسسات الدستورية.” ”
3– تدني نسبة الطبقة العاملة في المجتمع وضعف هويتها العمالية ادى الى تحرك مواقف قوى اخرى عمليا وفكريا في تحالف الثورة’ وان الوضع المعيشي والثقافي كان له تأثير سلبي في وضع هذه الطبقة.
4– ظهور المواقف المتأرجحة داخل الحزب ‘ ويغلب عليها المواقف الذاتية على الموقف الجماعي’ والمصلحة الشخصية’ وهذا المجال قد افسح الطريق لنشاط القوى المضادة للثورة واستغلال التناقضات الثانوية في تحويلها الى تناقضات رئيسية.” ٢ ”
5– الانتقال من مواقع الديمقراطية الثورية الى مواقع الاشتراكية العلمية لازمته كثير من الامراض والصعوبات بسبب الموروث الذي كان منيعا لتشكيل الاراء والسلوكيات المشوه للوافع الجديد’ وبروز الميول التكتلية داخل الحزب’ وهو انعكاس لطبيعة العلاقات الاجتماعية المناطقية والقبلية.
6– شحة الموارد الاقتصادية للبلاد في احداث نهضة اقتصادية وتراجع دور البرجوازية الوطنية في المشاركة في التنمية وهروبها من البلاد.
7– ضعف العمل الثقافي والفكري بسبب عدم توفر القاعدة المادية اللازمة للأنتاج الصناعي’ وغياب السياسة الثقافية والاعلامية وفق اهداف برنامج الحزب.
وفي تجربة النظام السياسي في اليمن الديمقراطية الذي قاده الحزب الاشتراكي اليمني لم يكن دورا سلبيا بالمطلق بل ان ايجابياته المشهودة الجديرة بالاعتراف والتبجيل” ٣” وهي ظاهرة للعيان ولازال الناس يذكروها بصورة ايجابية خاصة مع تردي الاوضاع السياسية والاجتماعية في المحافظات الجنوبية في السنوات الاخيرة.
١- التقرير السياسي للحزب الاشتراكي البمني المقر في الكونفرنس الحزبي يونيو٨٧م.
٢- الوثيقة النقدية التحليلية للحزب ص٢٨-٢٩.
٣- علي محمد الصراري الثوري(١٧٩٤) ٢٠٠٣/١/١٤م
يتبع