آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة الخامسة)

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبد الجليل عثمان

تطور العمل الفكري الثقافي للحزب

برأسة الدكتور سالم بكير سكرتير اللجنة المركزية للحزب عقدت ندوة علمية نظرية وتطبيقية اقامتها جامعة عدن ومعهد باذيب للعلوم الاشتراكية في مايو٨٨م وبمشاركة جهات ذات علاقة حول العمل الايديولوجي في الحزب وتطوره في تنفيذ البرامج التثقيفية’ وبينت الندوة الهوة بين النظرية والتطبيق والممارسة ومحاولة اليمين برئاسة على ناصر بالانحراف نحو القبلية والمناطقية وبتخذ مواقف وسطية للأستفادة من الصراع لترتيب اوضاعه الذاتية وافساد الكوادر بتشجيع الطموحات الغير مشروعةوان المحرك والصانع الرئيسي لقرارات ابريلعام٨٠ باقصاء مؤسس الحزب من منصبي الامين العام وهيئة رئاسةمجلس الشعب الاعاى هو علي ناصر محمد الذي كان يسعى نحو الايتئثار بالموقع الاول في الحزب والدولة’ وعمل على كبت النقد والنقد الذاتي ومضياقة العناصر المبدئية التى تمتلك أراء وملاحضات انتقادية’ واعتقالها وتصفية بعضها تحت ذرائع ومبررات مختلفة مثلما حدث مع الشهيد حسين محمد قماطة في السجن’ وكان العمل الايديولجي في تأهيل اعضاء الحزب قد رفع يقضة وحماس كوادر الحزب وكشف خطر الارتداد اليميني ومقاومته وكانت اهمية برنامج التثقيف الحزبي كمهمة نضاليةقد بينت ذلك(1)’ وفي هذا الاتجاه تم تطبيق يوم العمل السياسي يوما في الشهر تشارك فيه قيادة الحزب العليا وكوادر المحافظات والوزراء ومسؤولي المرافق في تحضير مادة مطبوعة وتقديمها بعرض شفوي لجذب السامعين للأستيعاب’ والاهتمام في اتساع تقديم الاستفسارات والملاحضات النقدية للتخلص من السلبيات ومتابعة الردود على الاستفسارات’ وهي تجربة ناجحة في تطوير اشكال الوعي الاجتماعي، ومن خلال ذلك يتم حل المشاكل في توفر الامن والاستقرار وتحسين مستوى معيشة الشعب وضمان الحقوق السياسية والديمقراطية’ وربط الاقوال بالافعال’ وتقديم النموذج الافضل في المجتمع’ كما تم تناول ظواهر القبلية والمناطقية والموقف من الملكية العامة وسواها’ وقد تم التأكيد ان القبلية والقروية أشكال للتجمع كانت تفرضها ظروف اقتصادية اجتماعية دفاعية في ظل التجزئة في الماضي وانعدام وسائل الاتصال’ وقد زالت هذه الاسباب فتفسخت القبيلة وتم ارتداد بعض مظاهرها في وقت متأخر لاسباب سياسية من قبل اليمين في السلطة’وقد ارجع علماء الاجتماع أسباب ذلك بعدم اضمحلال الأشكال القديمة “وعدم رسوخ الاشكال الجديدة للتجمع مثل النقابة” النادي الثقافي’ المنظمة القاعدية ‘الحزب’ البرلمان..الخ، فيحصل في البلدان النامية ارتداد الجماعات النظامية مثل القبيلة وتستخدم في الصراعات السياسية ‘فهي تؤدي الى التجزئة للأقليم والوطن الواحد والى حجب نمو الوعي الاجتماعي السياسي كما هو الآن في بلادنا’ وتقود تلك المظاهر إلى انحرافات خطيرة في المجتمع.

إن مثل هذه الممارسات ضد مبادئ الحزب يتطلب العمل على حلها من خلال معرفة جذورها وايجاد اشكال اقتصادية في تطوير وسائل التنمية في المناطق وتعزيز الطابع الوطني لمؤسسات الدولة وتقوية ثقة الجماهير بالحزب.

واذا ما عدنا إلى محطات تاريخية في تجربة الحزب في جنوب الوطن اليمني سنجد سلبيات علقت بالتجربة حيث عملت الانتهازية بشكليها اليميني واليساري منذ السنوات الاولى بعد الاستقلال وعند تأسيس الحزب على محاولة اقصاء الشخصيات التقدمية خوفا من ان تتجذر البنية الطبقية باتجاه قيام حزب ثوري’ وان تتوجه اليمن في طريق لايريدونه’ وقصر نظرهم في الاستقلال السياسي والعلم والنشيد الوطني وهذا ما ظهر في انقلاب ٢٠ مارس٦٨م’ ولكن كان اليمين وشعاراته مكشوفا ولم تكن ازاحته صعبة.

أما التيار اليساري فلأنه تشدق بالعبارة الثورية ومحاولة اعاقة بناء الحزب الطليعي واقدم على محاولة انقلابية في ٢٦ يونيو٧٨م كان محور الخلاف في المؤتمر الخامس للتنظيم في مارس٧٢م والمزايدة على تسمية الحزب وايديولوجيته. في نشأة المدرسة الحزبية’ والتحولات الاقتصادية والاجتماعية’ وانتقال التنظيم الى المجال الانتاجي والجغرافي’ ووحدة العمل الوطني’ والعلاقات مع البلدان الاشتراكية.”2 ”

ويشير فتاح إلى خمس قضايا موضوعية وذاتية كان لا بد منها لقيام الحزب الطليعي(3):

  1. انشاء المدرسة الحزبية لتخريج الكوادر المحصنة لقيادة الحزب مستقبلا.
  2. مسألة التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الصراع مع الاقطاع والبرجوازية.
  3. مسألة نقل التنظيم من الجانب الجغرافي الى الانتاجي والجغرافي.
  4. وحدة العمل الوطني.
  5. العلاقات مع البلدان الاشتراكية.

أما اليمين الانتهازي فهو الآخر قد أضر بسمعة الحزب وهيبته وعلى تخريبه وإبهات دوره القيادي ‘وزرع الشك وبث الانقسامات واثارة النزعات المناطقية والقبلية واضعاف العمل بالمبادي والقواعد الحزبية’ وتمييع الوعي الفكري والكفاحي في الحزب.”4 ”

إن تلك السلبيات قد رافقت الثورة منذ الاستقلال وتسببت بحدوث أضرار كبيرة كان أخطرها كارثة ١٣ يناير٨٦م.

 


(1) الوثيقة النقدية التحليلية المقرة في للكونفرنس الحزبي يونيو٨٧م ص ٢٣، ٢٩، ٣٣، ٣٤.

2- عبد الفتاح اسماعيل( قضايا الخلاف الرئيسية مع اليسار الانتهازي – كتابات مختاره حزب ولد في خضم الثورة.

3- نفس المصدر.

4- التقرير السياسي للحزب المقر في الكنفرنس الحزبي يونيو٨٧م

يتبع..