“صحيفة الثوري” – كتابات:
عبد الجليل عثمان
من التحول الى الإندماج.
تطور يسار الجبهة القومية بعد خطوة22يونيو69م وبعد انشاء المدرسة الحزبية عام70م ثم معهد الفقيد عبد الله باذيب في اعداد وتأهيل الكوادر الحزبية’ اضافة الى الابتعاث الي البلدان الاشتراكية للدراسات الاجتماعية المختلفة’ وكان لتلك الكوادر دورا في اعداد برنامج الثورة الوطنية الدبمقراطية والنظام الداخلي للتنظيم واقرارهما في المؤتمر الخامس في مارس72م واقرار وثيقة توحيد فصائل العمل الوطني في5فبراير75م’ وكان لنظام التثقيف الحزبي دورا هاما في نشر الفكر الاشتراكي العلمي في التنظيم الموحد’ وظهرت سلبيات في تطبيق هذا البرنامج وفي مقدمتها ظاهرة الشكلية في التعامل مع البرنامج في بروز النفسية الانتهازية في تشجيع روح الاستهلاك والانانية داخل الحزب والمجتمع(1)وظهرت تيارات انحرافية حاولت الادعاء بالالتزام بالاشتراكية وكانت ممارساتها بعيدة عن المبادي ولديها نزعه فردية وروح التأمر والمراوغة والانقلاب على التجربة وكان اخطرها ما حدث في ١٣ يناير٨٦م.
وفي شمال الوطن توجت حركة الجدل الفكري داخل فصائل اليسار اليمني الخمس التى توحدت في حزب الوحدة الشعبية في ج.ع.ي في 5 مارس٧٩م نحو فهم الفكر الاشتراكي العلمي واستيعابه بصورة متفاوته’ ومرد ذلك الى غياب التثقيف المنهجي واعتماده على الاجتهادات الذاتية وبروز الافكار اليسارية المتطرفة في امكانية الاستيلاء على السلطة عن طريق الثورة الشعبية المسلحة التى تنطلق من الريف.
وقدمت بعض فصائلها وقفات نقدية لتصحيح مسارها وتقديم التحليلات للاوضاع المستقبلية في البلاد’ بعد ان تمكنت سلطة 5نوفمبر٦٧م المتحالفة مع الرجعية العربية والاستعمار الغربي ان تفرض وجودها في السلطة وتصفية مواقع الحركة الوطنية المدنية والعسكرية والمقاومة الشعبية والنقابات والمنظمات الجماهيرية في احداث اغسطس ٦٨م وبعدها’ استمرت في التصفيات والاعتقالات والتشريد لاعضاء احزاب اليسار’ وحدثت انعطافة تاريخية في حياة فصائل اليسار حيث تم تقييم تجربتها.وظهر توجه بالعناية في تطورير الجانب الفكري لمختلف مستوياتها الحزبية واعداد دراسات تاريخية عن حياتها ووضع برامج تثقيفية لاعضائها’ وقد اتجه ذلك الى تحقيق درجات طيبة في استيعاب الفكر الاشتراكي بما يضمن رفع مستوى الوعي الثقافي للاعضاء في سبيل تطوير نضالهم الشامل والذي قام على الاسس الآتية:-
- التراث النظري والتطبيقي لنضال الحزب والحركة الوطنية اليمنية من الخمسينات.
- التراث النظري والتطبيقي لحركة التحرر العربي والعالمي.
- الأقسام الثلاثة للماركسية. الفلسفة والاقتصاد. والاشتراكية العلمية.
ووضعت ثلاثة مستويات في الحزب للتثقيف تبداء بالتدرج من (حلقات المبتدئين حتى لجنة المحافظة- وخطط تفصيلية فرعية في المنظمات لتنفيذ البرنامج) .(2)
وقد ظهرت في السبعينات والثمانينات العديد من النشرات والصحف والمجلات الفكرية
ومنها الحقيقة’ والديمقراطي’ والوطن ‘ والطليعة’ والمقاوم ‘ والطليعي ‘ والجماهير’ وصوت الجبهة’ وصوت اليمن’ ومجلة الطليعة وكذلك الكلمة المنطوقة في الكاسيت الى جانب العديد من النشرات الفرعية في المحافظات وكذلك ظهرت العديد من الاصدارات من الكتيبات والكراسات في نضال العمال والفلاحين والشباب والطلبة والمرأة. والنشرات الصادرة باسم الجبهة الوطنية الديمقراطية.. ومنها “صحيفة الامل” التى صدرت في العاصمة صنعاء في بداية الثمانينات حتى يناير٨٦م.
لقد استخفت بعض قيادات الحزب في الماضي بالعمل السياسي والنضالات المطلبية تحت تأثير الاتجاه المغامر في الجبهة القومية’ مما ادي الى عدم تطبيق البرنامج السياسب والثقافي في بعض الارياف التى شهدت عملا عسكريا وجبهويا..وكان هذا المأزق سببا لضرب التطور السياسي السلمي الديمقراطي والمبادي والقواعد الحزبية في ظروف العمل السري في شمال الوطن’ لقد فقد الحزب بذلك القرار الصلة بالجماهير وعزل نفسه عن نضالاتها واصبح يلهث وراء مبادرات عفوية’ بالرغم من توفر ظروف مساعدة للنضال السياسي والمطلبي بدليل نجاح اعضاء الحزب في اسقاط اتحاد نقابات العمال التابع للسلطة’ وتوفرت ظروف للتغيير في الريف في ضل هيئات التعاون الاهلي’ وقيادة الحزب لعدد من المظاهرات والتحركات الجماهيرية في السبعينات’ وبدأت عملية السلام تشمل مناطق الصراع في المناطق الوسطى بمجي ابراهيم الحمدي الى السلطة في ١٣ يونيو٧٤م..وبرز الحزب يخوض نضالا سياسيا ويعمل مع بقية الاحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية لتشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية في فبراير٧٦م (3) كتجربة جديدة للتحالفات السياسية اشترك فيها الى جانب فصائل اليسار الخمس حزب البعث والسبتمبريين وشخصيات اجتماعية وفيما بعد جبهة ١٣ يونيوالناصرية ثم بقيادة مجاهد الكهالي.
كما اشترك في قيادتها وقواعدها قوى وطنية مستقلة تناصر اليسار..
لقد واجه حوشي فرع الحزب الاشتراكي اليمني في شمال الوطن الكثير من الصعوبات والشدائد وذلك عند انجاز مهمتين استراتيجيتين هما:-
الأولى: المشاركة في الدفاع عن النظام التقدمي في الشطر الجنوبي من الوطن.
الثانية: توفير شروط التغيير الديمقراطي في الشطر الشمالي من الوطن واعادة وحدة الوطن والشعب بأفق تقدمية.
————————
١-الوثيقة النقدية التحليلية لتجربة الثورة في اليمن الديمقراطي٦٨-٧٨م ص٥٩-٦١.
٢- الوقف النقدية لحزب الوحدة الشعبية ص٨٧.
٣- جار الله عمر ..مذكراته.
يتبع