آخر الأخبار

spot_img

آخر العلاج الكي

“صحيفة الثوري”: كتابات

الدكتور/ عبدالله عوبل

كانت الكهرباء تقطع واحنا ساكتين، ثم تطورنا قطعوا الكهرباء والماء واحنا ساكتين، ثم وصلنا القمة: عجز الغالبية العظمى من الشعب اليمني العظيم عن توفير لقمة العيش.

الأفلام التي كنا نراها في افريقيا في السبعينيات، صارت واقعا عندنا، أنظروا إلى وجوه الناس في الشوارع والهياكل العظمية التي تقطع الطرقات والشوارع الخلفية، وعدد الشحاتين المتزايد.

الشعب يبكي والحكومة تشكي. والنخب السياسية وفي مقدمتها الأحزاب التي تقول لا لزيادة الجمركة مرة وتجبر بخاطر السلطة مرات. إن النخبة الحاكمة والحكومة ورئيسها المحترم والمحبط، بجزئيها الخارجي والداخلي والقيادات السياسية والمستشارون وأصحاب السلطة والنفوذ، جميعهم منفصلون عن الواقع، لم يلتقوا ويتفقوا على حل، ولم يحاولوا. حتى عندما يلتقي الرئيس والأحزاب يصبح الحديث مجرد شكاوى. الأحزاب لا تمارس الضغط المطلوب تحت حجة إن الذي في السلطة أستاذ يملي شروطة والذي مش في السلطة يقف أمامه كالتلميذ الخائب. يغيب عن بال الجميع إن الذي في موقع السلطة إنما ليخدم المجتمع وليس إماماً أو سلطاناً.

مع كل هذا الضيق ممنوع التعبير عن الرأي، ممنوع الاحتجاج، ضيقوها على الناس من كل مكانُ. يعني ختموها بضفعة. أو ضفعة وانقسمت نصين حسب رأي الفقيد المرحوم محمد محسن الردفاني. وعندما تضيق الحياة على الناس من كل جانب، ينزلوا تحت الأرض، العمل السري الذي يدمر كل شيء، ولن يعدم الداعمون. كان الحوثيون فئة صغيرة جدا، ثم حول الله لهم بداعمين داخليين وخارجيين، واستولوا على الدولة ومواردها، وهذا درس أي جماعة صغيرة أو كبيرة لا تستهين بها، وهنا لابد من احترام إرادة الناس حينما يخرجون للتعبير عن ضيقهم بهذا المستوى غير المسبوق من البؤس.

يا حضرة الثمانية بعد كل تجارب الطحن والطحين كما يقول الرفيق مقبل الله يرحمه. نحن كما مكينة الأسفلت إلى قدام تطحن وإلى وراء تطحن، ألم يتعلموا، إن التعبير عن الرأي والاحتجاج، ينفس الاحتقانات ويمنح السلطات فرصة للاصلاحات. أفضل من هدم المعبد على رأس الجميع. متى سنتعلم من تجاربنا؟، متى ستأتي اللحظة التي نسأل فيها أنفسنا؟؛ أين كانت عقولنا؟.

اليوم وضع البلاد يتجه نحو الإنفجار، نحن نبحث عن حل سياسي للحرب، حل سياسي شامل، ولكن ليس بانتظار جودو، بل بالشروع بإصلاح ما هو ممكن وما هو تحت إيدينا،،، أوقفوا سرقة الموارد والجبايات غير الشرعية والحلول التي ترتكز على إضفاء التعاسة على المواطن، الحلول السهلة التي على حساب المواطن، يدفع ثمن الفساد من لقمة عيشه.

وهنا يجب التأكيد إن وقت إصلاح المؤسسات السياسية بات ضرورياً. ولا من مجابهة أزمة المجاعات التي ظهرت الآن بعد سقوط العملة الوطنية وانخفاض قدرتها الشرائية الى درجة مخيفة. الذي يبدو للبعض أنهم في بطونهم بطيخة صيفي قد تعصف بهم الرياح في غفلة منهم، إذا لم يبادروا الآن إلى إجتماع كل المؤسسات السياسية والسيادية إلى عقد حوار يضع حلولاً سريعاً وقرارات جدية وحادة وقاسية لتلافي الانهيار.

والله المستعان

*(من حائط صفحته في الفيسبوك)