“صحيفة الثوري” – كتابات:
مصطفى ناجي
إننا في الواقع لا ننظر إلى الحرب الإسرائيلية-الإيرانية من حيث هي، بل من زاوية علاقتنا نحن العرب بإيران، وما لقيناه منها.
ما فعلته إيران بجوارها خلال الأربعين سنة الماضية لم يترك لمن حولها إلا أن يكونوا متضررين منها، ولهذا فإنهم يرون في تقويضها رفعاً للأذى عنهم.
داخل هذه الحشود العربية الوفيرة، هناك صوتان مختلفان: أحدهما طائفي، ألقمته إيران ضرعها الفاتن، فلم يقدر على الفطام، وآخر غارق في رؤاه الأيديولوجيا وصراعات الحرب الباردة، فلم يتمكن من فرز الخصوم ولا تقييم ضرر كل منهم.
غير أن القضية الفلسطينية وفرت التباساً لا فكاك منه، وكان كل نصير لها هو -بطبيعة الحال– نصيراً للقضية العربية. وإيران استثناء جلي من هذا، كما أثبتت وتُثبت الأيام.
وفق حسابات السياسة، سيكون لنظام الملالي طرفٌ في جريمة غزة، لأنه أبدى راديكاليةً ثوريةً تجاه إسرائيل، مصبوبةً في الدعاء والبلاغة اكثر من الميدان، لكنه تعامل ببراغماتية لزجة، قيدت ذراعه الطولى في لبنان حتى التهمتها غرغرينا الصبر الاستراتيجي وكذبة قصف عمود الإرسال، وأكلت إيران معها. وفي الطريق، أُكلت غزة.
وقبل هذا، ولم تُؤكل غزة إلا بالنسيان العربي.
نقلاً عن صفحة الكاتب في منصة “إكس”.