صحيفة الثوري – صحة
حذر خبراء صحيون من أن الكبد، العضو الحيوي الذي يؤدي مهام لا غنى عنها في الجسم، يتعرض لخطر التلف التدريجي بسبب مجموعة من العادات اليومية التي يمارسها غالبية الناس دون إدراك لخطورتها. وأكدوا أن الكبد يُوصف بـ “القاتل الصامت” لقدرته على التضرر بصمت دون ظهور أعراض واضحة في مراحله المبكرة، مما يؤخر الكشف والعلاج.
يُعد الكبد من أكثر الأعضاء اجتهاداً في الجسم، حيث يتولى مسؤوليات حيوية تشمل تنقية السموم، والمساعدة في عملية الهضم، وتخزين العناصر الغذائية، وتنظيم التمثيل الغذائي. ومع ذلك، فإن قدرته على تحمل الضرر ليست مطلقة، ومع استمرار العادات الضارة، يمكن أن يتطور التلف ليظهر على شكل أعراض خطيرة مثل اليرقان وتورم الساقين واضطرابات الوعي في الحالات المتقدمة.
عادات شائعة تهدد صحة الكبد:
وفقاً لخبراء “ميديكال إكسبريس”، لا يقتصر تلف الكبد على الإفراط في شرب الكحول فحسب، بل يمتد ليشمل عادات يومية أخرى لا يدرك الكثيرون مدى تأثيرها السلبي:
1. الإفراط في استهلاك الكحول: لا يزال الكحول يمثل أحد الأسباب الرئيسية لتلف الكبد، مروراً بمراحل الكبد الدهني، ثم التهاب الكبد الكحولي، وصولاً إلى تليف الكبد الذي يصعب علاجه. حتى الاستهلاك المعتدل قد يكون ضاراً على المدى الطويل، خاصة بوجود عوامل خطر إضافية كالسمنة.
2. النظام الغذائي غير الصحي: تؤدي الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة (كاللحوم الحمراء والمقليات) والسكريات (كالمشروبات المحلاة التي تزيد خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني بنسبة 40%) والأطعمة فائقة التصنيع إلى إرهاق الكبد وتراكم الدهون فيه، مما يؤدي إلى مرض الكبد الدهني المرتبط باختلال التمثيل الغذائي (MASLD). في المقابل، تُظهر الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك تساهم في تقليل دهون الكبد بشكل ملحوظ.
3. الإفراط في تناول مسكنات الألم: يشكل الباراسيتامول خطراً حقيقياً على الكبد عند تجاوز الجرعات الموصى بها، حتى بزيادة طفيفة. فالكبد ينتج مادة سامة أثناء تفكيكه، وفي حال الجرعة الزائدة، تستنفذ الآليات الدفاعية للجسم، مما يؤدي إلى تلف كبدي حاد قد يكون قاتلاً.
4. قلة الحركة والنشاط البدني: يرتبط الخمول البدني ارتباطاً وثيقاً بالسمنة ومقاومة الإنسولين، وهما عاملان يزيدان من تراكم الدهون في الكبد. وتشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت بسيطة كالمشي اليومي، يمكن أن تحسن صحة الكبد بشكل كبير. على سبيل المثال، تخفض تمارين المقاومة دهون الكبد بنسبة 13% خلال ثمانية أسابيع.
5. التدخين: يضر التدخين بالكبد بطرق متعددة، فهو لا يزيد من عبء تنقية السموم التي تدخل الجسم فحسب، بل يرفع أيضاً خطر الإصابة بسرطان الكبد.
ولحماية هذا العضو الحيوي، ينصح الخبراء بتبني نمط حياة صحي يتضمن تغذية متوازنة غنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة النشاط البدني بانتظام.
كما شددوا على أهمية الفحوصات الدورية، خاصة للأشخاص المعرضين للخطر، لضمان الكشف المبكر عن أي مشكلات واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة قبل تفاقمها.