آخر الأخبار

spot_img

ترويكا أوروبية تلتقي وزير خارجية إيران في جنيف: مساعٍ لاتفاق نووي جديد وسط التصعيد العسكري

صحيفة الثوري _ فوربس:

اجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، اليوم الجمعة، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وسط تصاعد التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب، وما نتج عنه من اضطرابات في حركة الطيران والشحن في الشرق الأوسط.

ضغوط متزايدة ومقترحات أوروبية

يسعى الاجتماع إلى اختبار مدى جدية إيران في التفاوض حول صفقة نووية جديدة، خاصة في ظل الضغوط الغربية التي تطالب بفرض قيود صارمة على برنامج طهران النووي لمنعها من تطوير سلاح نووي. ويُتوقع أن تتضمن المقترحات الأوروبية آلية تفاوضية موازية تُستثنى منها الولايات المتحدة مبدئيًا، على أن تُعزز آليات التفتيش وقد تشمل قيودًا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مقابل السماح بنسبة محدودة جدًا من تخصيب اليورانيوم.

في المقابل، أبدت طهران استعدادًا مبدئيًا لمناقشة قيود على التخصيب، لكنها شددت على رفضها القاطع لمنع التخصيب بالكامل، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.

إسرائيل تكثف ضرباتها.. وطهران ترد

بالتزامن مع المباحثات، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية على الأراضي الإيرانية، مستهدفًا عشرات المواقع العسكرية خلال الليلة الماضية، شملت منشآت لإنتاج الصواريخ ومؤسسة بحثية تشارك في تطوير الأسلحة النووية في طهران.

وردّت إيران بإطلاق صاروخي فجر اليوم الجمعة، سقط بعضها في مناطق قريبة من منشآت صناعية وسكنية في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، دون أن يُعلن عن وقوع إصابات.

موقف أميركي متباين.. وبوتين يطرح وساطة

في واشنطن، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده تدرس إمكانية الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية، في حال فشل المسار الدبلوماسي. وأكد دبلوماسيون أوروبيون أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع طهران، غير أن الإيرانيين يرفضون هذا الخيار حتى تتوقف الهجمات الإسرائيلية.

في موسكو، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده طرحت مجموعة من الأفكار على كل من إيران وإسرائيل لوقف التصعيد، دون الكشف عن تفاصيل تلك المقترحات، مؤكدًا أن هناك “فرصًا واقعية” للحل الدبلوماسي.

ارتباك في حركة الشحن والطيران

أدى التصعيد العسكري إلى تداعيات اقتصادية مباشرة، إذ أعلنت شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” تعليق رحلاتها إلى ميناء حيفا مؤقتًا، بينما أوقفت شركة “فيديكس” الأميركية جميع عمليات استلام الشحنات المتجهة إلى إسرائيل والعراق، في ظل المخاوف المتزايدة على سلامة الطائرات.

وتسبب تبادل إطلاق الصواريخ بين الطرفين في إلغاء أو تحويل آلاف الرحلات الجوية، ما أدى إلى شلل جزئي في المجال الجوي للمنطقة، وقلق متزايد لدى شركات النقل الجوي.

جنيف مجددًا مركزًا للمفاوضات

تُعقد المباحثات الحالية في مدينة جنيف، التي شهدت في العام 2013 انطلاق الاتفاق النووي الأول، وتمهيدًا لاتفاق شامل في 2015. ويُعوّل على هذه الجولة الجديدة كفرصة أخيرة لاستئناف المسار الدبلوماسي ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة.