صنعاء- صحيفة الثوري:
أعلنت جماعة الحوثيين، اليوم السبت، عن تفكيك ما وصفتها بـ”شبكة تجسسية” تعمل ضمن “غرفة عمليات مشتركة” بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، ومقرها في المملكة العربية السعودية، وفق بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للجماعة في صنعاء.
وجاء في البيان أن العملية الأمنية «النوعية» نفّذت على مراحل وأسفرت عن توقيف عناصر زُعم أنها تلقت تدريبات على أيدي ضباط أميركيين وإسرائيليين وسعوديين، واستخدمت معدات متقدمة لرصد البنية التحتية اليمنية والعسكرية، ومواقع تصنيع وتجميع الصواريخ، ورصد القيادات الأمنية والعسكرية بغرض تزويد جهات خارجية بمعلومات، بحسب ما ذكرته وزارة داخلية الجماعة.
وأضاف البيان أن الشبكة كانت تشكل خلايا صغيرة متعددة تعمل بشكل منفصل لكنها مرتبطة بالغرفة المشتركة، وأن العناصر المضبوطة تلقّوا تدريبات على تشغيل أجهزة التجسس ورفع الإحداثيات وكتابة التقارير وطرق التمويه لتجنب كشفهم.
ورغم وصف الجماعة للعملية بأنها «نوعية» و«إنجاز أمني»، لم يذكر بيان وزارة الداخلية أي تفاصيل عن عدد المقبوض عليهم أو الأماكن التي جرت فيها الاعتقالات، كما خلا البيان من أدلة مصاحبة تُثبت الاتهامات الموجهة للدول الثلاث.
ويأتي الإعلان في سياق توتر إقليمي ومحلي؛ فقد استهدفت غارة جوية إسرائيلية اجتماعًا لحكومة الحوثيين في صنعاء أواخر أغسطس وأسفرت عن سقوط رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وتبعتها هجمات أخرى أودت بحياة قيادات من بينها رئيس هيئة الأركان اللواء محمد عبدالكريم الغماري، ما دفع الجماعة إلى إجراءات أمنية واسعة وأنشطة اعتقالية متزايدة داخل مناطق سيطرتها.
وكانت موجات اختطاف نفذتها الجماعة خلال الأشهر الماضية طالت العشرات من موظفي المنظمات الدولية والموظفين اليمنيين العاملين فيها، بزعم ضبط عناصر تجسس، في حين تكثفت هجمات الجماعة البحرية وصاروخية ومسيرية في البحر الأحمر وفوق مسافات إقليمية باسم «مناصرة غزة»، ما أدخلها في نزاع مع دول إقليمية وغربية وأثر على ملف تنفيذ الاتفاقات الإنسانية والاقتصادية التي توسطت فيها جهات إقليمية ودولية منذ نهاية 2023.
وقال بيان وزارة داخلية الجماعة إن هدف إعلان هذا «الإنجاز» هو «تعزيز الثقة في الأجهزة الأمنية والعسكرية وإطلاع الشعب على توجهات الأعداء»، في حين ربط بعض المراقبين إعلان التفكيك بحملات الاعتقال والأمن الداخلي التي تشنها الجماعة خلال الأسابيع الماضية.
البيان الحوثي لم يقدم أدلة مستقلة أو معلومات محددة عن هوية المتهمين أو طبيعة الأدلة المضبوطة، وهو ما يترك مساحة للتحقق المستقل من مزاعم الجماعة حول وجود غرفة عمليات مشتركة على أراضٍ سعودية، أو حول صلة أطراف دولية مباشرة بالشبكة المزعومة.

