نيويورك – “صحيفة الثوري”:
في موقف أمريكي جديد وحازم، حمّلت الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الحوثيين مسؤولية مباشرة عن تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في اليمن، متهمةً إياهم بممارسة أساليب ترهيبية ضد المدنيين، واستغلال الموارد الإنسانية والتجارية، إلى جانب عرقلة عمل المنظمات الإغاثية الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، في جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الوضع في اليمن، يوم الخميس، حيث شددت على أن “الحوثيين يتحملون مسؤولية جسيمة عن معاناة الشعب اليمني”، مشيرة إلى أنهم “يستغلون المدنيين، ويمنعون وصول المساعدات، ويستفيدون من عائدات النفط لتمويل أنشطتهم، في الوقت الذي يضيقون فيه الخناق على أصوات المجتمع المدني التي تجرؤ على انتقادهم”.
واتهمت شيا الجماعة بمواصلة احتجاز موظفين أمميين وعاملين في منظمات غير حكومية وبعثات دبلوماسية، منذ أكثر من عام، دون مبرر قانوني، مضيفة أنهم “أجبروا بعض المحتجزين على الاعتراف بتهم تجسس ملفقة، في ظل محاكمات زائفة تلوح أحكام الإعدام في أفقها”. وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين.
كما اعتبرت الدبلوماسية الأمريكية أن الحوثيين لا يزالون يمثلون تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، قائلة إن “هجماتهم تمتد إلى خارج اليمن، لتشمل إسرائيل، التي تملك الحق في الدفاع عن نفسها، ونحن نقف إلى جانبها في مواجهة كل الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران”.
وفي هذا السياق، دعت شيا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه ما وصفته بـ”الانتهاكات الإيرانية المستمرة لقرارات الأمم المتحدة”، مشيرة إلى استمرار طهران في تزويد الحوثيين بالأسلحة والمساعدات العسكرية، “وهو ما مكّنهم من تنفيذ هجماتهم ضد إسرائيل وتهديد استقرار الخليج والمنطقة بأكملها”، حسب تعبيرها.
وكشفت شيا أن آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (UNVIM) اعترضت الشهر الماضي أربع حاويات تحمل مواد غير مشروعة كانت في طريقها إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ووصفت الآلية بأنها “أداة حيوية” لمنع تسرب الأسلحة إلى الجماعة، داعية الدول الأعضاء إلى زيادة تمويل هذه الآلية لضمان فاعليتها.
وفي ختام كلمتها، أكدت المسؤولة الأمريكية أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على الأفراد والكيانات الداعمة للحوثيين، بهدف تجفيف مصادر تمويل ما وصفته بـ”شبكتهم الإرهابية”، وتعزيز جهود محاصرة أنشطتهم العسكرية والمالية.