حضرموت / المكلا – “صحيفة الثوري”
عثرت السلطات المحلية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، مساء أمس الأول، على جثة فتاة غريقة على شواطئ بحر الستين، وذلك بعد عملية بحث متواصلة أستمرت لأكثر من 24 ساعة، وسط أجواء من الترقب والخوف لدى ذويها.
وبحسب مصادر محلية، فقد بدأت العائلة رحلة البحث بعدما أختفت الطفلة في ظروف غامضة، ما أثار مخاوف حقيقية من احتمال تعرّضها للاختطاف. إلا أن الجهود الأمنية والشعبية المشتركة التي شاركت في عملية البحث، أسفرت في نهاية المطاف عن العثور على جثتها وقد قذفتها أمواج البحر على أحد شواطئ المكلا.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة تكرار حوادث الغرق في سواحل وشواطئ محافظة حضرموت والمحافظات الساحلية المطلة على البحار، لا سيما بين الأطفال، وسط غياب حملات التوعية بأخطار السباحة في البحر دون رقابة، خاصة في أوقات اشتداد التيارات البحرية.
وأفادت مصادر قريبة من الأسرة أن الطفلة كانت قد ابتعدت عن ذويها دون أن ينتبهوا لذلك، ما يُرجّح أن الوفاة كانت نتيجة الغرق المفاجئ في البحر وليس لأي فعل إجرامي.
وتزامن الحادث مع اقتراب فترة “نجم البلدة”، المعروفة محلياً ببرودة مياه البحر واضطرابه، وهي فترة تشهد تقلبات بحرية حادة تتطلب أقصى درجات الحذر، خصوصاً من العائلات التي تصطحب أطفالها إلى الشواطئ.
حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة دقّت ناقوس الخطر مراراً، لكن ما يزال غياب اللوحات التحذيرية، وضعف التوعية المجتمعية، وغياب فرق الإنقاذ السريعة عوامل تساهم في إستمرار حوادث الغرق وهذه الفواجع الموسمية.
وبينما شيّعت المدينة الطفلة بقلوب حزينة، يتجدد الحديث عن مسؤولية السلطات المحلية والمجتمع في حماية الأطفال على الشواطئ، لتفادي تكرار مشهد البحر وهو يلفظ أجساداً صغيرة لم تعرف من الدنيا سوى اللهو والبراءة.

