آخر الأخبار

spot_img

مجازر متواصلة في غزة مع بدء الاحتلال تنفيذ عملية “عربات جدعون” البرية

(القدس) – “صحيفة الثوري”:

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن بدء عملية برية في عدة مناطق بقطاع غزة، في إطار ما أسماه “عملية عربات جدعون”، في تصعيد جديد وخطير ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 19 شهرًا.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، إن قوات الاحتلال “بدأت خلال اليوم الأخير تنفيذ عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن افتتاح عملية عربات جدعون”.

وأضاف أن سلاح الجو التابع للاحتلال شنّ خلال الأسبوع الماضي ضربة جوية استهدفت أكثر من 670 موقعًا، زاعمًا أن الغارات استهدفت “مخازن أسلحة وعناصر إرهابية ومسارات أنفاق ومواقع لإطلاق قذائف مضادة للدروع”، بهدف “تشويش استعدادات العدو ودعمًا للعملية البرية”.

وسبق هذا التصعيد، قيام جيش الاحتلال بإلقاء منشورات ورقية على مناطق في القطاع، هدّد فيها بتوسيع العدوان وبدء عملية برية جديدة ضمن مجريات حرب الإبادة التي تدخل شهرها العشرين.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن عملية “عربات جدعون” تنقسم إلى ثلاث مراحل، بدأت أولها فعليًا عبر التوسّع العسكري داخل القطاع.

ومنذ فجر الأحد، شهدت مناطق متفرقة في قطاع غزة غارات إسرائيلية كثيفة وعنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، في استهداف مباشر لمنازل المدنيين وخيام النازحين.

وفي محافظة الشمال وحدها، ارتكب جيش الاحتلال مجازر مروّعة، حيث قُتل 8 فلسطينيين في قصف منزل لعائلة “مقاط” في جباليا البلد، كما قُتل 12 آخرون في قصف منزل لعائلة “نصر” في جباليا النزلة، فيما قُتل 7 من عائلة “البراوي” في بيت لاهيا. وأفادت مصادر طبية بأن عددًا من العائلات تم محوها بالكامل من السجل المدني نتيجة القصف.

وشهدت مناطق شرق جباليا وتل الزعتر وبيت لاهيا وبيت حانون قصفًا مكثفًا، أدى إلى دمار واسع طال مستشفى العودة. كما قُتل 15 فلسطينيًا، معظمهم نساء وأطفال من عائلات (جبر، غبون، المدهون، وصلاح) في قصف لمنزل مكتظ بالنازحين في منطقة الصفطاوي شمال غزة.

وفي وسط القطاع، قُتل 4 فلسطينيين من عائلة “أبو سيف” في دير البلح، بينهم الصحفية نور قنديل وزوجها وابنتهما، كما قُتل وأُصيب 9 آخرون في قصف منزل عائلة “عياش” في الزوايدة.

أما في جنوب غزة، فقد ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بقتله 35 نازحًا في قصف على خيامهم في منطقة المواصي غرب خان يونس، فيما لحقت أضرار بالمستشفى الميداني الكويتي هناك. كما قُتل فلسطينيان في قصف منزل عائلة “الفرا” شرقي خان يونس.

وخلال الأيام الخمسة الماضية، صعّد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة عدوانه وارتكب عشرات المجازر، بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل”.

ووفق رصد لمراسل “الأناضول”، أسفر العدوان خلال جولة ترامب عن مقتل أكثر من 378 فلسطينيًا، وهو رقم يفوق بأربعة أضعاف حصيلة الضحايا في الأيام الأربعة التي سبقت الزيارة.

ويعيش قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي منذ 18 عامًا، ما تسبب بتشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، وتفاقمت المعاناة الإنسانية مع المجاعة وانتشار الأمراض، نتيجة منع الاحتلال دخول المساعدات.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، قد انتهت مطلع مارس/ آذار الماضي. لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تنصل من الالتزامات، وأعاد إطلاق الهجوم في 18 مارس، استجابة لضغوط الجناح المتطرف في حكومته.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن نحو 174 ألف قتيل وجريح فلسطيني، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دعم أمريكي سياسي وعسكري مطلق.