صحيفة الثوري – متابعات
أصدرت نقابة المعلمين اليمنيين بياناً شديد اللهجة تحذر فيه من التداعيات “واسعة النطاق” التي قد تطال العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، وذلك على خلفية قيام الجماعة بإدخال تعديلات جوهرية على المناهج الدراسية في تلك المناطق.
وأوضحت النقابة في بيانها أن هذه التعديلات، التي استهدفت المراحل الدراسية الأولية بشكل خاص، تمثل “محاولة لإحداث تغييرات بنيوية في صلب العملية التعليمية”، الأمر الذي أثار موجة من القلق والاستياء لدى المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء.
وكان تحقيق معمق نشره موقع “يمن فيوتشر” في الأسبوع الماضي قد كشف عن إجراء ما يزيد عن 530 تعديلاً في المناهج الدراسية، مع تركيز ملحوظ على المواد الأدبية والدينية. وأشار التحقيق إلى أن نحو 90% من هذه التغييرات تركزت على مناهج التعليم الأساسي (من الصف الأول إلى السادس)، حيث خضعت مواد تعليمية رئيسية لعملية إعادة صياغة وُصفت بـ”الراديكالية”.
وبحسب ما ورد في التحقيق، تضمنت التعديلات تغييرات جذرية في المحتوى التعليمي، مع اتجاه واضح نحو إعادة هيكلة المناهج الدراسية بما يتماشى مع التوجهات الفكرية والسياسية للجماعة.
وقد اعتبرت النقابة هذا التوجه بمثابة تهديد للهوية الوطنية للتعليم ومصدر قلق بالغ للعاملين في القطاع التربوي.
وكشف تحقيق “يمن فيوتشر” عن أن هذه التغييرات قد تم تنفيذها تحت إشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم في صنعاء، خلال فترة تولي يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، منصب الوزارة.
إلى جانب ذلك، أشارت النقابة إلى تلقيها العديد من الشكاوى من المعلمين وأولياء الأمور تتعلق بإجراءات إضافية شملت نقل وإقصاء وفصل بعض الكوادر التعليمية، مؤكدة على الضرورة القصوى لتحييد قطاع التعليم عن أي تأثيرات سياسية للحفاظ على رسالته السامية وأهدافه الوطنية.