إب – “صحيفة الثوري”:
شنت جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين حملة اختطافات واسعة في محافظة إب، جنوب العاصمة صنعاء، استهدفت ما لا يقل عن 15 مدنياً، على خلفية تصاعد الحملات الشعبية لطمس شعارات الجماعة الطائفية المعروفة بـ”الصرخة الخمينية” من جدران الشوارع والمنازل والمقار العامة.
وقالت مصادر محلية، نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط، إن الميليشيا نفذت مداهمات مكثفة في عدد من أحياء مدينة إب، من بينها حراثة والمعاين والأكمة والسبل وقحزة، عقب فشلها في تحديد هوية منفذي عمليات إزالة الشعارات والصور الدعائية التي تروج لقيادات الجماعة.
وامتدت رقعة هذه التحركات الشعبية لتشمل مدينة القاعدة بمديرية ذي السفال، وأحياء في مديرية العدين، حيث أقدم الحوثيون على اختطاف عدد من المدنيين بينهم ستة أطفال، في محاولة لردع من تصفهم بـ”المخربين”.
وتشير تقارير ميدانية إلى تنامي حالة الرفض الشعبي لوجود الجماعة في إب، وازدياد مظاهر التحدي السلمي المتمثل في طمس شعارات الحوثيين واستبدالها برسم العلم اليمني وكتابة عبارات مناوئة، ما أثار مخاوف الجماعة من تحوّل هذه التحركات إلى انتفاضة شعبية أوسع.
وأكد شهود عيان أن حملات الطمس تُنفّذ ليلاً وبشكل سري، بينما يتجاهل المواطنون دعوات الحوثيين للإبلاغ عن منفذيها، في مؤشر على اتساع دائرة الغضب الشعبي ضد سلطات الأمر الواقع.
في المقابل، كثفت الجماعة من حملاتها الإعلامية عبر مكبرات الصوت في الشوارع والأسواق، لبث مواد تحريضية وأهازيج تدعو للتجنيد ومساندة ما تسميه “المجهود الحربي”، في محاولة لتعويض التراجع الكبير في التأييد الشعبي داخل المحافظة.
وتأتي هذه التطورات وسط تزايد التوترات الاجتماعية في إب، التي تشهد تصعيداً ميدانياً متواصلاً بين السكان من جهة، وسلطات الحوثيين من جهة أخرى، ما ينذر بانفجار وشيك في المحافظة التي لطالما عُرفت بمزاجها المدني الرافض للطائفية.