“صحيفة الثوري” – كتابات
محمد محمد العزيزي
ماراثون متابعة صرف المرتبات يبدأ من الوزارات والجهات والسلطات المحلية، وهنا يجب تقديم الشكر والامتنان لكل مديري عموم المالية والموارد البشرية الجادين والمتعاونين مع زملائهم الموظفين. بعد ذلك ينتقل إلى رأس مثلث الروتين الممل المتمثل بوزارة الخدمة المدنية التي تتعمد حجز كشوفات المرتبات، وعندما تخرج منها بعد شهور، يأتي دور وزارة المالية بالعجن واللت والمماطلة، حيث تأخذ الإجراءات فيها أسابيع وقد تطول إلى شهور.
وبعدها، عندما تُنجز التعزيزات المالية وتكون جاهزة للإرسال إلى البنك المركزي اليمني، يكون هوامير الفساد والإفساد قد أكلوا الأخضر واليابس فيه، فيرفض البنك استقبال التعزيزات المالية، تارة بحجة عدم توفر السيولة لأسابيع رغم البيع الأسبوعي للعملة الصعبة بمزاداته العلنية، وتارة أخرى بغياب قيادة البنك وعدم توجيهها للمختصين باستلام التعزيز واتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل المقاصة بين البنك المركزي والبنوك الأخرى التي يُصرف عبرها المرتبات حسب الإجراءات المتبعة.
هذه هي دورة حياة الراتب حتى يصل إلى جيب الموظف كفتات لا يُسمن ولا يُغني من جوع لمدة خمسة أيام.
سكوت ملتقى الموظفين النازحين خلال هذه الفترة لا يعني عدم المتابعة، ولكن الوضع عام على كل موظفي مناطق الشرعية. فقد ذهبنا يوم الأحد الماضي 11 مايو إلى وزارة المالية، والمعلومات المتوفرة هناك أن معظم التعزيزات المالية للمحافظات والجهات التي استكملت إجراءات الصرف لشهري سبتمبر وأكتوبر 2024م، وسلّمت الوثائق اللازمة للجنة صرف المرتبات بوزارة المالية جاهزة، ومنتظرون تعميدها من وزير المالية رئيس الوزراء، وكذلك موافقة البنك المركزي على استقبال التعزيزات المالية المرسلة إليه منذ أسابيع والخاصة بمرتبات المحافظات المحررة!
وللتأكد، أيضاً ذهبنا الأحد الماضي إلى البنك المركزي فلم نجد سوى موظف في مكتب المحافظ، الذي أخبرنا بعدم تواجد قيادات البنك وكذلك عدم توفر أي توجيهات منها باستلام أي تعزيز مالي لأي جهة.
احتمال هذا الأسبوع يصل رئيس الوزراء وقيادة البنك إلى العاصمة المؤقتة عدن، وعلى ضوء ذلك ستتحرك الأمور لموظفي المحافظات المحررة، ثم الموظفين النازحين.
هذا هو الوضع القائم، نسأل الله أن يُفرّجها على البلاد والعباد، وأن يولي علينا خير خلقه لا شر خلقه، حسبنا الله ونعم الوكيل.
صحفي، وناشط بملتقى الموظفين النازحين