الحديدة – صحيفةالثوري:
أدى قصف جوي نفذته مقاتلات إسرائيلية، مساء الإثنين، إلى خروج ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر عن الخدمة، عقب أضرار جسيمة لحقت بأرصفته ومنشآته، في تصعيد جديد مرتبط بتطورات المواجهة الإقليمية المتسارعة.
وأفاد الصحفي بسيم الجناني، نقلاً عن مصادر ملاحية في الميناء، أن “الغارات استهدفت أرصفة الحاويات والبضائع، ما أسفر عن تدمير الرصيف رقم 5 بشكل كامل، وتضرر الأرصفة الأخرى جزئياً”، مؤكداً أن “الميناء توقف عن العمل نتيجة الأضرار المباشرة”.
وجاءت الغارات ضمن رد عسكري إسرائيلي على صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية وسقط بالقرب من مطار بن غوريون، وفق ما أعلنته تل أبيب، دون أن توجّه اتهاماً مباشراً، فيما نسبت جماعة الحوثيين في وقت لاحق الهجوم إلى ما تصفه بـ”نصرة الشعب الفلسطيني”.
وبحسب تقارير متطابقة، نفذت أكثر من 30 مقاتلة إسرائيلية سلسلة غارات استهدفت الميناء ومصنع باجل للأسمنت، حيث تداول ناشطون صوراً تظهر أعمدة الدخان تتصاعد من الموقعين، بينما ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن القصف أسفر عن إصابة 21 من موظفي المصنع.
ويُعتبر ميناء الحديدة شرياناً رئيسياً لوصول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى ملايين السكان في شمال اليمن، ويفترض أنه يخضع لإشراف أممي بموجب اتفاق ستوكهولم الموقع عام 2018، غير أن تنفيذ الاتفاق واجه تحديات متكررة خلال السنوات الماضية.
تحذيرات من مخاطر التصعيد وتسييس الموانئ
ويخشى مراقبون من أن يؤدي تصاعد استهداف المنشآت الحيوية إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني، لا سيما في ظل اعتماد سكان مناطق شمال اليمن بشكل شبه كلي على المساعدات التي تمر عبر ميناء الحديدة.
كما يشير متابعون للشأن اليمني إلى أن انخراط جماعة الحوثيين في المواجهة الإقليمية، عبر تبني هجمات عابرة للحدود، قد يؤدي إلى تعريض البنية التحتية المدنية في اليمن لمزيد من الاستهداف، في وقت تفتقر فيه البلاد إلى الحد الأدنى من وسائل الحماية أو الردع.
ويرى محللون أن استمرار استخدام المنشآت المدنية في سياق الصراع الإقليمي، سواء كمنصات للهجمات أو كأهداف محتملة للرد، يشكل تهديداً خطيراً على حياة المدنيين، ويضع مستقبل الأمن الغذائي في اليمن على المحك، داعين الأطراف كافة إلى تحييد الموانئ والمرافق الحيوية عن دائرة الصراع.