آخر الأخبار

spot_img

بعد 4 أشهر من جريمة إغتيالها.. العشرات يشيّعون جثمان المعلمة نسرين أديب في عدن وسط حزن واسع وغضب شعبي

(عدن) – “صحيفة الثوري” – متابعة خاصة:

شيّع العشرات من أبناء وسكان العاصمة المؤقتة عدن، عصر أمس الخميس، جثمان المعلمة نسرين أديب، التي راحت ضحية جريمة قتل مروعة على يد زوجها، إلى مقبرة الرحمن في منطقة أبو حربة، بمشاركة واسعة من أفراد أسرتها، وطلابها، وزميلاتها وزملائها في الحقل التربوي، وسط أجواء من الحزن العميق والغضب الشعبي العارم.

جاء تشييع المعلمة نسرين بعد مرور أربعة أشهر على جريمة مقتلها، حيث قامت أسرتها بدفن جثمانها وذلك بعد يأسهم من تحرك فعلي للقبض على الجاني الذي لاذ بالفرار إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسلطة جماعة الحوثيين، عقب إرتكابه الجريمة، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية في منطقة السبعين بصنعاء من القبض عليه وإحالته إلى الجهات المختصة لديها.

وكانت نسرين، وهي معلمة في مدرسة الارتقاء الأهلية بحي مدينة إنماء السكنية، قد تعرّضت لإطلاق نار مباشر من زوجها المدعو فارس جميل، أثناء توجهها إلى المدرسة على متن باص في شارع التسعين، في حادثة وقعت على مرأى من طلابها وعدد من المارة، ما شكّل صدمة كبيرة في أوساط المجتمع العدني خصوصاً والمجتمع اليمني عموماً.

وبحسب مقربين من الفقيدة، فإن نسرين كانت تعاني منذ سنوات من عنف أسري متكرر، وسبق أن قدمت بلاغات عدة إلى الجهات الأمنية تشكو فيها من تعرضها للضرب والتهديد من قبل زوجها، إلا أن تلك البلاغات لم تلقَ الإهتمام الكافي، مما جعلها فريسة للعنف الذي أنتهى بمقتلها في جريمة مروعة.

وطالبت أسرتها وزملاؤها في سلك التعليم، خلال مراسم التشييع، بتنفيذ العدالة وإنزال القصاص العاجل بحق الجاني، مشددين على أن التهاون مع هذه الجريمة قد يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات ضد النساء والمعلمات.

وبحسب مصدر إعلامي، أن شقيق الضحية، وليد أديب، في تصريح مؤثر له عقب الدفن: “دفنا اليوم جثمان الشهيدة نسرين بعد أربعة أشهر من المطالبة بتسليم القاتل، وعجز السلطة الحكومية عن التنسيق مع حكومة صنعاء في هذا الشأن”. وأشار إلى: “أن حكومة صنعاء أبدت استعدادها لتسليم القاتل شريطة تقديم حكومة عدن مذكرة أمر قهري، إلا أن الأخيرة لم تبدِ أي تحرك جاد”.

وأضاف الشقيق: “قررنا نحن أولياء الدم أن نرحم وندفن أختنا، يكفيها ما عاشت والطريقة التي ماتت بها، لكن أناشد جميع الناس بالوقوف معنا لوجه الله بالتفاعل مع قضية أختي ومطالبة الحكومة بتحرك فعلي لإحضار القاتل فارس جميل، فالقصاص هو مطلبنا الوحيد”.

وأثارت حادثة جريمة إغتيال المعلمة نسرين أديب موجة استنكار واسعة في الأوساط المجتمعية والتربوية، وسط دعوات لسن قوانين أكثر صرامة لحماية المرأة من العنف، وتفعيل إجراءات وقائية تردع مثل هذه الجرائم قبل وقوعها.