صحيفة الثوري – صحة
الجوز ليس مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل هو مصدر غني بالدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن، مما يجعله بحق “ملك المكسرات”. على مدار الخمسين عاماً الماضية، اجتمع العلماء والخبراء سنوياً في مؤتمر الجوز بكاليفورنيا لمناقشة أحدث الأبحاث حول هذه الحبة المذهلة، ما يعكس الاهتمام العلمي المتزايد بفوائدها.
يؤكد الدكتور محمد عنايت، مؤسس عيادة رائدة في مجال طول العمر بالمملكة المتحدة، على أهمية الجوز في النظام الغذائي، قائلاً: “لقد أعاد التحول نحو (الغذاء كدواء) التركيز على المكسرات. وأشجع مرضاي كبار السن على اعتبار الجوز جزءاً أساسياً من نظامهم الغذائي اليومي للحفاظ على وظائف عضلية وإدراكية أفضل مع التقدم في السن.
وينصح الأطباء بتناول حفنة صغيرة من الجوز يومياً (حوالي 30 غراماً أو 10-12 نصف حبة) للاستفادة القصوى من فوائده الصحية المتعددة، والتي تشمل:
1. تعزيز وظائف الدماغ:
يُطلق على الجوز لقب “غذاء الدماغ” بفضل محتواه العالي من أحماض “أوميغا 3” الدهنية والبوليفينول، وخاصة حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) الضروري للوظائف الإدراكية. وقد ربطت الدراسات تناول الجوز بانتظام بتحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية لدى كبار السن، كما أظهرت الأبحاث على الحيوانات تحسناً في التعلم والذاكرة مع الأنظمة الغذائية المدعمة بالجوز ويرى الدكتور عنايت أن الجوز يحسن مرونة الخلايا العصبية ويقلل خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل ألزهايمر.
2. تخفيف الالتهاب:
يُعد الالتهاب أساساً للعديد من الأمراض المزمنة، ولكن الجوز يمتلك خصائص مضادة للالتهابات بفضل غناه بأحماض “أوميغا 3” والبوليفينول. وأشار الدكتور جاي شاه، طبيب القلب، إلى دراسة عام 2020 ربطت الاستهلاك المنتظم للمكسرات (بما في ذلك الجوز) بانخفاض مستويات بروتين سي التفاعلي، وهو مؤشر على الالتهاب الجهازي.
3. تعزيز صحة الأمعاء:
يعمل الجوز كمضاد حيوي طبيعي، حيث يغذي بكتيريا الأمعاء النافعة. وأظهرت دراسة عام 2018 ارتفاع مستويات هذه البكتيريا المفيدة بعد تناول الجوز يومياً. وتنصح نيكولا لودلام-رين، اختصاصية التغذية، بإضافة الجوز إلى وجبة الإفطار، خاصة مع الأطعمة الغنية بالألياف لتحسين الهضم.
4. المساعدة في إدارة الوزن والشعور بالشبع:
على الرغم من كونه غنياً بالطاقة، يمكن للجوز أن يساهم في إدارة الوزن بفضل مزيجه المشبع من البروتين والألياف والدهون الصحية، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول وتقليل تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية.
5. المساعدة في علاج السكري من النوع الثاني:
تشير الأبحاث إلى أن تناول الجوز بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 24%، كما يمكن أن يحسن ضبط نسبة السكر في الدم بفضل محتواه من الألياف والدهون الصحية التي تعزز حساسية الإنسولين.
6. خفض ضغط الدم:
يحتوي الجوز على دهون غير مشبعة متعددة مفيدة للقلب والأرجينين، وهو حمض أميني يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء، مما يساهم في خفض ضغط الدم.
7. تعزيز التقدم في العمر بصحة جيدة:
يرتبط تناول الجوز بانخفاض خطر الإصابة بالوهن وتحسين الصحة العامة لدى كبار السن، بفضل غناه بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية التي تكافح الإجهاد، أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المرتبطة بالعمر. وقد ربطت الدراسات زيادة استهلاك المكسرات بطول العمر وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
8. تقليل مستويات الدهون بالدم:
يساعد الجوز، الغني بالدهون غير المشبعة المتعددة، في خفض مستوى الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 10%. كما أنه النوع الوحيد من المكسرات الذي يحتوي على كمية كبيرة من أحماض “أوميغا 3” التي تخفض الدهون الثلاثية، وهي نوع شائع من الدهون في الدم قد يزيد ارتفاعها من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
باختصار، إضافة حفنة من الجوز إلى نظامك الغذائي اليومي هي خطوة بسيطة وقوية نحو تعزيز صحة الدماغ والقلب والأمعاء والمساهمة في إدارة الوزن والوقاية من الأمراض المزمنة والتمتع بشيخوخة صحية.
المصدر: الشرق الأوسط