“صحيفة الثوري” – ثقافة:
عبدالباري طاهر
الكتاب النقدي رسالة الباحث محمد عبد الوكيل جازم، وهو بحث نقدي أدبي يعكف الباحث حاليا على إعداد رسالته للدكتوراة في أكاديمية الفنون، المعهد العالي للنقد الفني.
الكتاب متوسط الحجم، يقع في 242 صفحة، ويتناول فيه الباحث دراسة نماذج من الإصدارات القصصية والروائية في اليمن.
درس الباحث، بعد مقدّمة ضافية عن القصة وماهيتها، التعريفات العديدة للقصة، وأنها تجمع الماضي والحاضر والمستقبل في لحظة. ويشير إلى محدودية الكتابة عن القصة، شاكياً من غياب الكتابة عنها، ويشبه القاص اليمني بالجندي المجهول.
يؤرخ للبدايات الجنينية في ميلاد القصة القصيرة في مجلة الحكمة اليمانية عام 1939، ويشير إلى قصتي الشهيد أحمد البراق:
- اللصان الشقيقان
- أنا سعيد
ويربط، محقاً، البداية الناضجة بظهور صحيفة فتاة الجزيرة في عدن عام 1940.
ويرى في مكتبة عبد الله باذيب المرجع الأهم لدراسة الوضع القصصي في أربعينات القرن الماضي، وهي المكتبة التي دمّرت في حرب 1994.
ويتناول الأسماء التي مثلت البدايات الأولى: حامد خليفة، وحمزة علي لقمان، ومحمد علي لقمان، ومحسن حسن خليفة، والمترجم عبد الله عبد الرحيم.
ويأتي على ذكر أسماء قاصين عديدين منهم: محمد سعيد مسواط، ومحمد صالح المسودي، ومحمد سالم باوزير، وجعفر عبده ميسري وآخرين.
يفوته الإشارة إلى الريادة النسائية في القصة، التي خصصت لها القاصة نهلة عبد الله إصدارها أصوات نسائية، حيث ضم الإصدار 19 قاصة عبر مراحل مختلفة.
ولكن الباحث درس المجموعة القصصية لحرب واحدة لانتصار السري، كما درس روايات لروائيات أخريات.
يدرس الباحث الجوانب الفنية: المحاور والأشكال لقصص الأربعينات، مشيداً بدور الترجمة واتساع رقعة النشر ودور المطبعة، وكذلك المسابقات القصصية.
يشدد على دور ظهور أسماء جديدة في وضع اللبنات الأولى للقصة المعاصرة، مثل:
- محمد سعيد مسواط
- محمد صالح المسودي
- محمد سالم باوزير
- جعفر عبده ميسري
- جعفر حمزة
- حسين سالم باصديق
- عبد الله سالم باوزير
- أحمد محفوظ عمر
- صالح الدحان
- علي محمد عبده
- علي باذيب
- أحمد شريف الرفاعي
- هاشم عبد الله
- محمد عبد الله بامطرف
ويرى، محقاً، أن هذه الأسماء قد ارتقت بفنية القصة القصيرة، وأوصلتها إلى مكانتها اليوم، مؤكداً أن مرحلة الخمسينات لم تكن مجرد عبور عارض على مستوى الوطن العربي كله.
يشير إلى مجموعة أحمد محفوظ عمر الإنذار الممزق في خمسينات القرن الماضي، بعد صدور أنت شيوعي لصالح الدحان عام 1956. كما يذكر معركة القديم والجديد في النقاش الأدبي، فلم يخلُ عمل أدبي أو وظيفي من شحنات تحريضية ضد الوجود الغريب في جسد الأمة، وكانت القصة القصيرة جزءاً من هذا الكفاح.
يشير إلى ما كتبته الدكتورة أنس الوجود عن رؤية الواقع في القصة القصيرة اليمنية، مما عنى أن محمد عبد الولي كان مرحلة بحد ذاتها في فترة الستينات، ويرى انه على يد محمد عبد الولي أصبحت كتابة القصة فناً عظيماً.
– مدار السرد القصصي
تحت هذا العنوان يدرس الباحث مجموعات وقصص:
- محمد عبد الولي
- زيد مطيع دماج
- أحمد محفوظ عمر
- عبد الفتاح عبد الولي
- محمد صالح حيدرة
- سمير عبد الفتاح
- انتصار السري
- محمد عثمان
- محمد الغربي عمران
- محمد المساح
وفي القسم الآخر يتناول الرواية، حيث يدرس الناقد نشأة القصة، الخصائص الفنية، والمضامين عند هؤلاء القاصين. كما يدرس السرد الروائي، القيم الفنية والمضامين الاجتماعية، ويقرأ باهتمام التطور في السرد:
“اليوم، ثمّة جيل اكتشف قارات جديدة في الإبداع وتحمل على عاتقه مقاومة الزمن الذي يهرول بسرعة جنونية في اتجاه اليأس.
ظهر جيل أكثر قدرة على قراءة الواقع، وأشد عزيمة على مقاومة الضجر إلى درجة أنه ذهب يخطو باتجاه المجتمع ويتغلغل في بنيته.
صارت له جذور متينة متداخلة بعناصر الهوية والجمال والتاريخ”.
يرصد الباحث الأسماء التي استوعبت، كما أشار، التاريخ الثقافي والإبداعي، وظهور أشكال بإيقاعات مختلفة وبدرجة عالية من الانصهار الحرفي.
يورد أسماء مثل: علي المقري، أحمد زين، الغربي عمران، وجدي الأهدل، سمير عبد الفتاح، محمد عثمان، عبد الناصر مجلي، وبسام شمس الدين، وغيرهم.
كما يورد أسماء قاصين وقصص أخرى، ويقرأ بالتفصيل روايات مثل:
- طعم أسود رائحة سوداء
- اليهودي الحالي لعلي المقري
- مصحف أحمر للغربي عمران
- قهوة أمريكية لأحمد زين.
يعتبر الباحث رواية قهوة أمريكية إحدى الروايات الأكثر حضوراً في المشهدين اليمني والعربي. كما يقرأ أعمالاً لوجدي الأهدل، مثل: قوارب جبلية، وروايات أخرى له.
يتناول أعمال الشاعر والروائي عبد الناصر مجلي، سمير عبد الفتاح، ومحمد أحمد عثمان. ويقف أمام روايتين:
- عقيلات للدكتورة نادية الكوكباني
- امرأة ولكن للمياء الإرياني.
يدرس الباحث عقيلات في عنوان مستقل، كما يدرس تقنيات التكوين والتقنيات السردية في رواية صنعاء مدينة مفتوحة لمحمد عبد الولي.
يتناول مكانية النص الفاتن وفضائياته في رواية الرهينة لزيد مطيع دماج. كما يخصص عنواناً لرواية بشرى المقطري خلف الشمس.
يدرس ماهية الأضداد في رواية ظلمة يائيل للروائي محمد الغربي عمران.
يختتم الناقد بحثه بروايتين مترجمتين:
صيد السلمون في اليمن للكاتب البريطاني بول توردي، ترجمة الدكتور عبد الوهاب المقالح رجل عدن رواية إسبانية للروائية كلاير خانيس، ترجمة المصري طلعت شاهين، وقدمها في طبعتها الإسبانية غابريل غارسيا ماركيز
بحث الناقد محمد عبد الوكيل جازم دراسة للسرد الحديث في اليمن، حيث درس عميقاً السمات والخصائص وتقنيات السرد الإبداعي اليمني في القصة والرواية، مستخدماً ثقافته الواسعة وقراءته العميقة للسرد القصصي ومعرفته بمناهج النقد الأدبي الحديث.
قراءتي العجلى للعناوين فقط تحية للإصدار وللباحث المجد والمجتهد محمد عبد الوكيل، الذي قطعت منحته الدراسية، وهو يحضر رسالته للدكتوراة. وللكتاب قراءة أخرى.
(بلقيس نت)