آخر الأخبار

spot_img

ماذا حمل بن سلمان في جعبته إلى طهران.. وما مضمون الرسالة السعودية للمرشد الإيراني؟

“صحيفة الثوري” – تقارير:

زيارة فريدة من نوعها، حمل خلالها وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وسلمها للمرشد الإيراني علي خامنئي، وأثيرت التساؤلات حيال مضمون الرسالة السعودية، وحول توقيت هذه الزيارة، إذ تأتي في وقت حرج تخوض فيه طهران مفاوضات شاقة، من الممكن أن تتمخض عن اتفاق نووي مع واشنطن، ولكنها تأتي أيضاً في ظل الدور المتعاظم الذي تحاول الرياض لعبه إقليمياً ودولياً.

توجه وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران الجمعة، في زيارة فريدة من نوعها لمسؤول سعودي رفيع إلى العاصمة الإيرانية. واكتسبت الزيارة أهمية خاصة، كونها تأتي في صورة تقارب نادر بين القوتين البارزتين على ضفتي الخليج العربي.

وحمل بن سلمان في جعبته رسالة من العاهل السعودي سلمها للمرشد الإيراني، تتضمن نقاطا تتعلق بالعلاقات بين البلدين، لتتوج عامين من عودة العلاقات الثنائية بعد وساطة صينية في العام 2023.

وفي منشور على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني على منصة إكس، تناول صورة اللقاء بين بن سلمان مع المرشد الأعلى، وجاء فيه:

“الإمام الخامنئي يوافق على طلب وزير الدفاع السعودي بتعزيز العلاقات”

وعن تعزيز العلاقات الثنائية، جاء في المنشور التأكيد على أن إيران ملتزمة بعلاقة وصفتها بـ “المفيدة” إن كان السعوديين يعتقدون ذلك أيضاً.

وتقدّر وسائل إعلام إيرانية بأن الزيارة تأتي في إطار “فتح صفحة جديدة بين البلدين في ظل وجود نية جادة لتعزيزها ورفع التعاون إلى مستوى إستراتيجي”.

وبينما تستبعد أوساط إيرانية أن تكون الزيارة متعلقة بالمفاوضات، إلا أنها أتت عشية الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، والتي تستضيفها هذه المرة العاصمة الإيطالية روما.

كما تأتي في وقت أصبحت إيران فيه معنية أكثر من أي وقت بتهدئة الأطراف والبحث عن أصدقاء إقليمييين، لا سيما بعد خسارات كبيرة ومؤلمة لما يدعى بـ “المحور الإيراني”، في لبنان وفي سوريا على سبيل المثال.

السعودية تبحث عن دور “إقليمي ودولي متعاظم”..

ويقول مراقبون إن الزيارة تأتي في وقت تسعى فيه الرياض إلى لعب دور إقليمي أكبر وأكثر أهمية من قبل، لاحتواء أي أزمة مقبلة. وبدأت الرياض بلعب دور الوسيط على الصعيد العالمي، لا سيما من خلال تبنيها لمحادثات حول ملفات شائكة وجبهات حرب مفتوحة كتلك التي بين روسيا وأوكرانيا.

ويضيف مراقبون بأن السعودية في طور اكتشاف وتجهيز البيئة الخصبة في المنطقة، واختارت طهران كوجهة حالية بسبب الملفات المشتركة معها، وملفات السعودية في المنطقة المرتبطة بإيران كالأوضاع في اليمن.

ووحسب متابعين للشأن الإقليمي، تتوافق السعودية مع الولايات المتحدة على ضرورة تجنيب المنطقة أي تصعيد عسكري في هذا التوقيت، وبالتالي هناك رغبة مشتركة لإنجاح المفاوضات مع إيران، الأمر الذي يعتبر تحولا في الموقف، إذ شهدت مفاوضات 2015 تباينا في المواقف الخليجية، منها المشكك في الاتفاق ومنها من كان يريد إشراكه فيها. لكن اليوم هناك إجماع خليجي تقوده السعودية، يؤكد على رغبته بإنجاه المفاوضات.

بينما يرى محللون بأن الهدف من الزيارة ايضاً هو نية المملكة تجنب أي رد فعل إيراني تجاه دول الخليج في حال ما فشلت المفاوضات، أو إذا وجهت ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، من خلال استهداف الأهداف الأمريكية في دول الخليج من قبل إيران حينها.

والبارز في هذا التقارب هو “المشاريع المشتركة” التي يتوقع أنه تم مناقشتها، ولم يستبعد مراقبون أن تكون السعودية ترغب بتولي مشاريع تطوير آبار نفطية، وتشغيل مصانع بتروكيماويات في إيران، مقابل استثمارات إيرانية في مشاريع سعودية كبرى استناداً إلى تعاون البلدين في منظمة أوبك.

(مونت كارلو الدولية)