صحيفة الثوري – متابعات
كشف تقرير لـ “هانتربروك” عن تعزيز عسكري أمريكي كبير وغير معلن في الشرق الأوسط، يصل إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ حرب أفغانستان. يأتي هذا التحرك بالتزامن مع استعدادات الحكومة اليمنية المدعومة بتقارير عن هجوم عسكري واسع النطاق بمشاركة 80 ألف جندي على مدينة الحديدة الساحلية، المعقل الاستراتيجي للحوثيين.
لم تكن محادثات “سيغنال” سوى البداية، فقد قامت القوات الأمريكية، بهدوء، بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط ليصل إلى مستوياتٍ غير مسبوقة منذ حرب أفغانستان، في وقتٍ تستعد فيه الحكومة اليمنية، وفقًا للتقارير، لشنّ هجوم عسكري بمشاركة 80,000 جندي.
الهدف المزعوم
مدينة الحُديدة الساحلية، ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تُعد معقلًا رئيسيًا للحوثيين، والتي انطلقت منها هجمات متكررة استهدفت سفنًا في البحر الأحمر.
وقد كشفت تحقيقات “هانتربروك ميديا” -استنادًا إلى بيانات تتبع الرحلات الجوية، وصور الأقمار الصناعية، واتصالات عسكرية- عن زيادة بمعدل خمسة أضعاف في رحلات الشحن العسكري الأمريكية منذ مارس/ آذار؛ إلى جانب نشر قاذفات استراتيجية، وأنظمة دفاع صاروخي متقدمة في أنحاء متعددة من المنطقة.
هذا الحشد العسكري مرّ إلى حدٍ كبير دون أن يلفت الانتباه، وسط تركيز العناوين الإخبارية على قضايا مثل الرسوم الجمركية، والحرب في أوكرانيا، وتزايد النزعة السلطوية، إلى أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الليلة الماضية عن القصة.
وقد صرّح مسؤولون يمنيون وأميركيون للصحيفة أن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على اليمن مهّدت الطريق لـ “فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء على الأقل من الساحل المطل على البحر الأحمر، والذي يسيطرون عليه منذ قرابة عقد من الزمن”، وهو ما يتماشى مع تقارير نشرتها وسائل إعلام رسمية إماراتية.
و أفادت وسائل إعلام إقليمية يوم الاثنين بأن الطائرات الحربية الأمريكية نفذت 15 غارة جوية على منطقتي رغوان ومدغل، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الضربات إلى أكثر من 350 ضربة منذ 15 مارس/ آذار، بحسب وول ستريت جورنال.
وقد تواصلت الحملة الجوية بعد لقاء قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال (مايكل إريك كوريلا)، برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، الفريق الركن (صغير حمود أحمد عزيز)، في المملكة العربية السعودية مطلع الشهر الجاري.
ووفقًا لمسؤولين تحدثوا للصحيفة، فإن قرار واشنطن بشأن دعم عملية برية ضد الحوثيين “لم يُتخذ بعد”.
ويأتي هذا التصعيد المرتقب بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، في وقتٍ تستعد فيه الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات النووية مع طهران نهاية هذا الأسبوع.
تصاعد النشاط الجوي العسكري
شهد الشهر الماضي ارتفاعًا حادًا بنسبة تقارب 400% في عدد رحلات الشحن العسكري الأمريكي التي تهبط في قواعد جوية بالشرق الأوسط، تزامنًا مع تصعيد الغارات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
وقد اعتمدت هانتربروك في تتبع مئات الطائرات التابعة لسلاح الجو الأمريكي العامل ضمن قيادة القيادة المركزية (CENTCOM)، على مزيج من بيانات البث التلقائي المعتمد على المراقبة (ADS-B) من منصة ADS-B Exchange، وبيانات نظام اتصالات وتحديد مواقع الطائرات (ACARS) من موقع Airframes.io. وشمل الرصد طائرات نقل عسكرية من طراز C-17 غلوب ماستر III، وC-5 غالاكسي، وKC-135 ستراتوتانكر.
و في وقتٍ مبكر من الأسبوع الماضي، بدأت عشرات الرسائل في التبادل بين طائرات النقل الأمريكية في كوريا الجنوبية، وأعلنت الغالبية العظمى منها عن وجهة واحدة مشتركة لطائرات C-17 الأمريكية: قاعدة عيسى الجوية في البحرين.
ويُنظر إلى هذا الحشد العسكري في البحرين على أنه جزء من جهود الضغط الأمريكي على إيران في سياق المفاوضات الجارية. ففي 1 أبريل/ نيسان، أفاد موقع ميدل إيست آي بأن “السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت” أبلغت واشنطن بأنها لن تسمح باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات ضد إيران.
اللافت أن مملكة البحرين، التي تستضيف قاعدة عيسى الجوية، لم تكن ضمن تلك القائمة وقال الفريق المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي سكوت هاول، القائد السابق للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة، لموقع هانتربروك.
“أعتقد أن هذا الحشد موجّه بشكل أساسي ضد الحوثيين”.
وأضاف: “سأُفاجأ كثيرًا إذا قامت الولايات المتحدة بأي تحرك عسكري مباشر ضد إيران،” لكنه تابع:
“ما نعتبره تخطيطًا عسكريًا احترازيًا، قد تراه إيران تصعيدًا استفزازيًا للغاية.”
(ڤينا علي خان)، المحللة المتخصصة في شؤون اليمن والخليج في مؤسسة سينشري فاونديشن التقدمية، وافقت على هذا التقدير.
و قالت: “الولايات المتحدة تتعامل بحذر أكبر مع إيران مقارنة بالحوثيين. فإيران أقل قابلية للتنبؤ، والأمريكيون لا يرغبون في تجاوز خطوط حمراء معينة”.
و في 4 أبريل/ نيسان، أكدت وكالة يونهاب الكورية أن الولايات المتحدة بدأت في نقل بطاريات صواريخ “باتريوت” المضادة للطائرات من كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط.
ويشمل هذا التحرك أحدث أنظمة الاعتراض في الترسانة الأمريكية، وهي بطاريات “باتريوت المتقدمة PAC-3″، القادرة على التصدي واعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، بما في ذلك الطرازات التي استُخدمت لمهاجمة إسرائيل في غارتين إيرانيتين العام الماضي.
ويُعد هذا أول نقل معلَن لأصول عسكرية تابعة للقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية إلى منطقة الشرق الأوسط.
وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس، أكد الأدميرال (صامويل بابارو)، قائد القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن الولايات المتحدة نقلت كتيبة كاملة من صواريخ “باتريوت” التابعة للجيش الأمريكي من كوريا الجنوبية إلى القيادة المركزية (CENTCOM)
وبحسب التقارير، تطلّب هذا النقل 73 رحلة لطائرات النقل العسكرية C-17، أي ما يُعادل نحو ثلث الرحلات التي رصدتها هانتربروك.
ويمثل هذا الانتقال تعزيزًا ضخمًا لقدرات الدفاع الجوي الأمريكية في المنطقة، حيث تُشكّل هذه الكتيبة وحدها ما يقارب 7% من إجمالي قوة “باتريوت” في الجيش الأمريكي.
واستنادًا إلى العقيدة العسكرية الأمريكية، فإن الكتيبة الواحدة يمكن أن تضم ما بين 96 إلى 384 صاروخًا جاهزًا للإطلاق، حسب التكوين المستخدم.
أما البطاريات المتمركزة عادة في كوريا الجنوبية، فتميل إلى الانتشار مع 8 قواذف من طراز M90X، ما قد يرفع عدد الصواريخ الجاهزة إلى ما بين 128 و512 صاروخًا.
و من اللافت أن شهادة الأدميرال بابارو أشارت إلى أن إعادة تموضع القوات قد تكون أثرت سلبًا على جاهزية الجيش الأمريكي في آسيا، في وقت بلغت فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين مستوى حرجًا.
وقال بابارو:
“إن تعزيز قدرات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD) في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يعتمد على نشر أنظمة مثل باتريوت وثاد (THAAD).
فهذه المنظومات، وغيرها من الأنظمة المشابهة، تؤدي وظيفتين أساسيتين: حماية القواعد الحيوية والبنية التحتية من جهة، وتعزيز الردع الإقليمي من جهة أخرى”.
دييغو غارسيا
تمثل جزيرة دييغو غارسيا، الواقعة في المحيط الهندي، نقطة الارتكاز الأساسية في الحشد العسكري الأمريكي الإقليمي. وتُعد هذه الجزيرة المعزولة، التي تُصنّف كأراضٍ بريطانية في المحيط الهندي والمُؤجَّرة للولايات المتحدة لأغراضٍ عسكرية، مركزًا عملياتيًا حيويًا يُمكِّن واشنطن من إسقاط قوتها عبر المنطقة بأكملها.
ومنذ 24 مارس/ آذار، ترابط على مدرج الجزيرة ست طائرات شبحية من طراز B-2 Spirit، أي نصف الأسطول الأمريكي “الجاهز للعمليات القتالية” من هذا الطراز. ووفقًا لتقارير، فقد شاركت هذه القاذفات بالفعل في تنفيذ ضربات ضد قوات الحوثيين في اليمن.
وتحمل كل طائرة B-2 ميزة فريدة لا تتوفر في أي طائرة هجومية أخرى ضمن الترسانة الأمريكية: وهي قدرتها على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57 (Massive Ordnance Penetrator)، وهي قنبلة موجهة بدقة تزن 30 ألف رطل، مصممة لاختراق الأهداف المحصنة.
وتستطيع هذه القنبلة اختراق أكثر من 200 قدم (نحو 60 مترًا) في الأرض، مستهدفة منشآت حساسة مثل مجمع نطنز الإيراني لتخصيب اليورانيوم، وقاعدة خرمآباد الصاروخية تحت الأرض، ومخازن السلاح الحوثية المحصنة.
وكل واحدة من الطائرات الست الموجودة في دييغو غارسيا قادرة على حمل قنبلتين من طراز “موب”.
وعندما سُئل وزير الدفاع الأمريكي (بيت هيغسث) عمّا إذا كانت هذه القاذفات “مُرسلة لتوجيه رسالة إلى إيران”، أجاب بحسب ما نقلته رويتر:سندعهم يقررون ذلك بأنفسهم”.
وفي أعقاب تقارير أفادت بأن إيران قد تستهدف دييغو غارسيا في أوائل أبريل/ نيسان، يُرجّح أن الولايات المتحدة نشرت على الأقل مدمّرة واحدة من طراز “آرلي بيرك” إلى الجزيرة، وهي السفينة يو إس إس وين إي. ماير (DDG-108).
وتُشير تقارير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية إلى أن عدة أنظمة تسليح إيرانية قادرة على استهداف دييغو غارسيا، بعضها بات في حوزة الحوثيين.
ولم تصل طائرات B-2 إلى الجزيرة وحدها؛ فقد رافقتها نحو عشرين طائرة دعم، من طائرات التزود بالوقود والنقل العسكري، لتأمين عملية الانتشار.
إغلاق المصدر
في الأيام الأخيرة، بدأت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بفرض قيود على الصور الفضائية المتاحة للجمهور التي تغطي اليمن. و هذا التحرك يقلل بشكل كبير من توفر المعلومات المفصلة التي كانت تُستخدم سابقًا من قبل الباحثين المستقلين، والمنظمات الإنسانية، والصحفيين لتتبع النزاع في اليمن.
ويبدو أن هذه القيود دخلت حيز التنفيذ حوالي شهر أبريل/ نيسان. وقد علق العديد من الباحثين الذين يعتمدون على المصادر المفتوحة على هذا التعطيل، معبرين عن دهشتهم من هذه الخطوة.
و اتصلت هانتربروك بوكالة الفضاء الأوروبية للتعليق، لكن لم يتم الرد على الاستفسار حتى وقت نشر هذا التقرير.
أسطول بحري
في الوقت الحالي، تحتفظ البحرية الأمريكية بوجود حاملتي طائرات نشطتين في منطقة الشرق الأوسط، مع استعداد حاملة طائرات ثالثة للانتشار في أي وقت. وكان آخر انتشار معروف لحاملتي طائرات في المنطقة قد حدث في سبتمبر/ أيلول 2024، في فترة شهدت توترات شديدة، بما في ذلك الصراع النشط بين إسرائيل وحزب الله، وضربة إسرائيلية بالهواتف، واغتيال حسن نصرالله في 27 سبتمبر/ أيلول، والتهديد الوشيك بهجوم إيراني ثانٍ على الأراضي الإسرائيلية.
حاليًا، حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75) هي التي تدعم الحملة الأمريكية ضد الحوثيين. وقد تم نشر الحاملة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، وهي تعمل في البحر الأحمر منذ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2024. وفي وقتٍ لاحق، اضطرت الحاملة إلى التوقف في كريت لإجراء إصلاحات بعد أن تصادمت عن طريق الخطأ مع سفينة تجارية بالقرب من بور سعيد، مصر.
و منذ عدة أيام، وصلت حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون (CVN-70) إلى المنطقة القريبة من إيران بعد انتقالٍ سريع من المحيط الهادئ بدأ الأسبوع الماضي. بالإضافة إلى عشرات من طائرات F/A-18E/F سوبر هورنت المقاتلة القديمة، تحمل فينسون مجموعة من طائرات “وارهوكس” التابعة للواء VFA-97، المزودة بأحدث طائرة شبحية في البحرية الأمريكية: F-35C. ومع الحاملة ترومان، أصبح لدى الولايات المتحدة مجموعة هجومية مكونة من حاملتي طائرات تعملان في منطقة الشرق الأوسط.
و تمكن موقع هانتربروك من تتبع فينسون أثناء عملها في البحر العربي في 14 أبريل/ نيسان، وكانت على بعد أقل من 1000 ميل من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقد تكون حاملة الطائرات الثالثة، يو إس إس جيرالد آر فورد، في طور الاستعداد للانتشار إلى منطقة الشرق الأوسط. و وفقًا لتقرير USNI:
“غادرت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد (CVN-78) نورفولك، فيرجينيا، في 14 مارس/ آذار، وفقًا لمراقبي السفن. وهي حاليًا في مرحلة تمارين ما قبل الانتشار.”
و صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن حاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد” كانت في عرض البحر في المحيط الأطلسي منذ ما لا يقل عن شهر، ويُعتقد أنها كانت تشارك في تمرين يُعرف باسم COMPUTEX، وهو “تمرين اعتماد يُنفذ خلال المرحلة التكاملية من خطة الاستجابة المثلى للأسطول”.
وعادةً ما يستمر هذا التمرين عدة أسابيع، يتم خلالها اختبار كفاءة واستعداد الوحدات العسكرية من خلال سيناريوهات واقعية وتدريبات مباشرة، تتزايد في التعقيد والشدة تدريجياً.
وأظهرت صورة نشرتها البحرية الأمريكية في الثاني من أبريل/ نيسان، الحاملة فورد برفقة المدمرة الموجهة يو إس إس وينستون إس. تشرشل (DDG 81) من فئة “آرلي بيرك”، وسفينة خفر السواحل الأمريكية جيمس (USCGC James – WMSL 754)، أثناء إبحارها في المحيط الأطلسي.
وتُظهر الصورة بوضوح الحاملة وهي مزودة بجناح جوي متكامل، يتضمن ما لا يقل عن 22 طائرة “سوبر هورنت” على سطحها.
و في ليلة العاشر من أبريل/ نيسان، قام وزير البحرية الأمريكية الجديد (جون سي. فيلان)، بزيارة الحاملة “فورد” في عرض البحر، حيث نشر مقطعًا مصورًا من الزيارة، مرفقًا بتعليق قال فيه:
“في الليلة الماضية، شهدت بنفسي قدرة طاقم يو إس إس جيرالد آر. فورد الفريدة على تنفيذ عمليات قتالية مستمرة على مدار الساعة.
وبناءً على بيانات التتبع AIS الخاصة بسفينة خفر السواحل جيمس، وكذلك إشارات ADS-B الخاصة بالطائرات، يُرجح أن الحاملة “فورد” تعمل قبالة سواحل ولاية جورجيا الأمريكية خلال الأسبوع الأخير، مع جناح جوي مكتمل الجاهزية. وباستثناء حدوث عطل هندسي كبير، فإن “فورد” قادرة على الإبحار إلى الشرق الأوسط في أقل من أسبوع.
وإذا ما تم نشرها فعليًا، فستكون المرة الأولى منذ حرب العراق التي تنشر فيها الولايات المتحدة ثلاث حاملات طائرات في المنطقة في آنٍ واحد.
احتمال اندلاع حرب برية في اليمن
أفادت تقارير بأن قوات الحكومة اليمنية بدأت التحضير لهجومٍ عسكري واسع النطاق يستهدف مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقد يشكل أي تحرك لاستعادة ميناء مثل الحديدة -وهو نقطة استراتيجية محورية في جهود الحوثيين لتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر- تحولاً كبيراً في مسار الصراع المستمر، من شأنه أن يفجّر ردّاً سريعاً من قِبل قوات الحوثي.
و يقول (براين كارتر)، مدير محفظة الشرق الأوسط في مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد أمريكان إنتربرايز المحافظ:
“سيواصل الحوثيون تشكيل تهديد خطير على الملاحة الدولية إلى أن يتم ردعهم بشكلٍ فعال. ولا يمكن تحقيق هذا الردع إلا عبر جعلهم عاجزين أو غير راغبين في الاستمرار في شن الهجمات.
و يمكن أن تحقق الحملة الجوية نوعاً من الردع، لكنها من غير المرجح أن تمنع الحوثيين من تنفيذ المزيد من الهجمات.”
ويضيف كارتر:
“قد يقرر الحوثيون استهداف منشآت النفط والغاز السعودية رداً على تجدد العمليات العسكرية الحكومية -وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة- ولكنهم قد يلجؤون لاستهداف هذه المنشآت لأي سبب حقيقي أو متخيل في المستقبل.”
أما ڤينا علي خان، فتقول إن الإمارات العربية المتحدة ترى أن “الوقت الحالي هو الأنسب لتنفيذ أي هجوم عسكري على الساحل الغربي، لكنها تريد ضمانات بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الجوي. الإمارات تراهن على أن يتصاعد رد الحوثيين إلى درجة تجبر واشنطن على التدخل ودعم الهجوم.”
وفي المقابل، تضيف:
“السعوديون لا يريدون الانخراط في أي عملية عسكرية في اليمن، على الأقل في الوقت الراهن.”
مدعومون بطائرات مسيّرة متطورة وصواريخ بعيدة المدى، أثبت الحوثيون في السابق قدرتهم واستعدادهم لتنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي السعودية، مستهدفين بُنى تحتية حيوية مثل منشآت النفط والمطارات.
وقد تؤدي مثل هذه الهجمات المضادة إلى تصعيد كبير في التوترات، بما قد يفضي إلى توسّع رقعة الصراع لتشمل دول الخليج المجاورة، ويُحدث اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية.
في أوائل عام 2021، أدّت سلسلة هجمات شنّها الحوثيون بطائراتٍ مُسيّرة استهدفت منشآت نفطية سعودية إلى ارتفاع أسعار النفط لما فوق 70 دولاراً للبرميل. أما في عام 2019، فقد تمكّنت القوات الحوثية من ضرب منشأتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية، ما تسبب -بحسب التقارير- في تعطّل إنتاج أكثر من 5 ملايين برميل يومياً من الخام.
وفي واحدة من الرسائل المسرّبة الشهيرة من مجموعة محادثة على تطبيق سيغنال حول الضربات السابقة ضد الحوثيين، اقترح نائب الرئيس الأميركي (جي دي ڤانس) أن على الولايات المتحدة “تقليل المخاطر التي تهدد منشآت النفط السعودية”.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك، أعلنت السعودية وعدد من دول أوبك+ عن خطة معجّلة لزيادة إنتاج النفط، تتضمن ضخ 411,000 برميل إضافي يومياً إلى الأسواق العالمية اعتباراً من مايو/ آيار المقبل.
وجاء هذا القرار على وقع فرض تعريفات جمركية أميركية -أدت بحد ذاتها إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد- ما جعل توقيت القرار يبدو غريباً، وفقاً لبعض المحللين.
ومع تصاعد الحشد العسكري الأميركي في المنطقة، واحتمال اندلاع حرب برية وشيكة، وتهديد بهجمات مضادة من الحوثيين، فإن الزيادة المفاجئة في إنتاج النفط باتت مفهومة بشكلٍ أكبر.
الرابط ادناه لقراءة المادة من موقعها الأصلي:
Massive American Military Deployment To Middle East With Yemen Conflict Intensifying