صحيفة الثوري – صنعاء
في تصعيد لافت يعكس تنامي الرفض الشعبي لممارسات جماعة الحوثي، اقتحمت مجموعة من أهالي حي السنينة بمديرية معين، ثاني أكبر مديريات العاصمة المختطفة صنعاء، عددًا من المراكز الصيفية الطائفية التابعة للحوثيين.
وجاء هذا التحرك بعد أن كشف الأهالي عن قيام الجماعة بتحويل هذه المراكز إلى معسكرات مغلقة تستهدف تجنيد الأطفال قسرًا وزجهم في جبهات القتال.
وأفادت مصادر محلية بأن اعتراض الأهالي الحازم أسفر عن الإغلاق الفوري لثلاثة من أبرز هذه المراكز، وهي مركز “الشهيد القائد” الكائن في مدرسة موسى بن نصير، ومركز “الأنصار” في مدرسة ردفان، ومركز “الإمام الحسين” الذي يقع في جامع الحسين بحارة وادي الأحلى.
وأوضحت المصادر أن هذه المراكز المغلقة ما هي إلا جزء من شبكة واسعة ومنظمة تديرها ما تُعرف بـ “اللجنة الحوثية العليا للمراكز الصيفية”، والتي يشرف عليها عدد من الشخصيات الطائفية الموالية بشكل مباشر للجماعة.
وكشفت المصادر عن الأسلوب الممنهج الذي تتبعه هذه المراكز في استدراج الأطفال من مختلف الأحياء الشعبية في صنعاء. حيث يتم إخضاع هؤلاء الأطفال لدورات طائفية مكثفة ومغلقة، تتضمن تلقينهم أيديولوجيات الجماعة وتدريبهم على استخدام الأسلحة والقتال، ليتم بعد ذلك إرسالهم قسرًا إلى مختلف جبهات القتال التي تشهد مواجهات مسلحة.
وقد أثارت هذه الممارسات الغضب والاستياء العميقين لدى أهالي حي السنينة، الذين عبروا عن رفضهم القاطع لاستغلال أطفالهم وقصرهم في الصراع المسلح الدائر في البلاد، مؤكدين على حق أطفالهم في التعليم والحياة الآمنة بعيدًا عن ويلات الحرب.
في المقابل، سارعت ميليشيات الحوثي إلى إظهار رد فعل عنيف تجاه تحرك الأهالي، حيث أرسلت على الفور عناصر مسلحة بهدف إعادة فتح المراكز التي تم إغلاقها بالقوة.
وهددت الميليشيات بشن حملات اعتقال جماعية واسعة النطاق ضد أي شخص يعارض هذه الأنشطة أو يحاول عرقلتها، متهمة الأهالي بـ “التحريض ضد التعليم” في محاولة يائسة لقمع الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة.
وتعكس هذه الخطوة من جانب الحوثيين إصرارهم الواضح على فرض سيطرتهم الكاملة على المجتمع المدني في مناطق سيطرتهم، وذلك من خلال تجنيد الأطفال في صفوفهم واستغلالهم كوقود للحرب، على الرغم من المعارضة المتزايدة التي يواجهونها في الأحياء الشعبية من قبل الأهالي الرافضين لهذه الممارسات.
ومع استمرار هذه الاحتجاجات الشعبية الشجاعة في مواجهة تحركات الحوثيين، تتصاعد حدة التوترات والاحتقان في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث يحاول الأهالي بكل الوسائل المتاحة منع تحويل المدارس والمساجد إلى مراكز لتجنيد الأطفال وتعبئتهم للقتال، في خطوة تعكس إصرارهم على حماية أجيال المستقبل من براثن الحرب والاستغلال.