آخر الأخبار

spot_img

البطالة تقتل ببطء: كيف يحول فقدان الوظيفة جسدك إلى بؤرة للأمراض؟

صحيفة الثوري – صحة

تحذر دراسات حديثة من أن فقدان الوظيفة يتجاوز كونه أزمة مالية عابرة، ليتحول إلى مدمر للصحة وقاتل صامت، حيث يمكن أن يخلف آثاراً وبائية خفية طويلة الأمد على الصحة الجسدية والنفسية.

فبينما تركز الأنظار على الأرقام الاقتصادية للتسريحات، يكشف هذا الكابوس الاجتماعي عن وباء صحي صامت، فكل إحصائية بطالة تمثل جسداً مهدداً، ونفسية على حافة الانهيار، وأسرة تحت وطأة التوتر.

وتشير الأبحاث إلى أن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في فقدان الدخل، بل في الأفكار السلبية التي تتسلل إلى العقل، والتي توحي بأن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها، وهو ما يمثل “جائحة خفية لا يتحدث عنها أحد”.

وتؤكد الدراسات أن طريقة إدراكنا للأزمة المالية قد تكون أخطر من الأزمة نفسها، حيث وجد أن القلق الناتج عن الخوف من المستقبل المالي يؤثر على الصحة النفسية والجسدية بعشرين ضعف مقارنة بالخسارة المادية الفعلية.

والمفارقة المؤلمة هي أن الضحية قد يساهم دون وعي في تفاقم وضعه الصحي، حيث يلجأ البعض تحت الضغط النفسي إلى سلوكيات مدمرة مثل الإفراط في الشرب أو التسوق القهري، مما يحول الأزمة المؤقتة إلى حلقة مفرغة من الديون والمشاكل الصحية.
وعلى صعيد الصحة النفسية، يمكن أن يؤدي فقدان الوظيفة إلى القلق والاكتئاب وانخفاض تقدير الذات، وحتى الأفكار الانتحارية. كما تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبات مالية متكررة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

أما الآثار على الصحة البدنية فهي متنوعة، حيث يسلط الباحثون الضوء على ارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر والسمنة، والتي غالباً ما تنتج عن الضغوط النفسية. ويزيد الطين بلة لجوء الكثيرين إلى التضحية بالرعاية الطبية لتوفير النفقات، مما يعرض صحتهم للخطر.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الأزمات المالية قد تحمل في طياتها فرصاً للتحول الإيجابي وإعادة اكتشاف الذات، شريطة التحول من دور الضحية إلى دور المبادر.

ولإيجاد فرص وظيفية جديدة، ينصح الخبراء بالتواصل مع الزملاء السابقين، وحضور الفعاليات المهنية، والتواصل مع الآخرين، والتطوع، أو العمل بدوام جزئي، وحتى بدء مشاريع جانبية صغيرة.

وفي الوقت نفسه، ينصحون بتخصيص وقت للراحة والنوم وممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية للحفاظ على الصحة العامة.