حجة – “صحيفة الثوري”:
تتواصل فصول المأساة التي يعيشها المعلمون والموظفون في اليمن، في ظل انقطاع الرواتب منذ أكتوبر 2016م، وما خلفه ذلك من أوضاع معيشية قاسية دفعت الكثيرين إلى البحث عن بدائل للبقاء، بينما سقط آخرون ضحية لهذه الأزمة المستمرة.
في مديرية وضرة بمحافظة حجة، شمال غرب البلاد، فارق المعلم منصور دعقين، معلم اللغة الإنجليزية، الحياة بعد سنوات من الكفاح مع الفقر والحرمان. وعُثر على جثمانه ملقى على الطريق الرئيسية، بعد أن أنهكته رحلة يومية كان يقطع خلالها 30 كيلومتراً سيراً على الأقدام، لعدم قدرته على تحمل تكاليف المواصلات.
ووفقاً لمصادر محلية، لم يكن للأستاذ منصور أي مصدر دخل آخر يعينه على توفير احتياجاته اليومية، فظل يواصل رحلته الشاقة رغم تقدمه في السن، حتى تدهورت صحته ووصلت رحلته القاسية إلى نهايتها المفجعة. وقد خلفت وفاته حالة من الحزن العميق بين زملائه وطلابه، الذين اعتبروه رمزاً للصبر والتفاني في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المعلمين.
وتعود أزمة المعلمين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي إلى امتناع الأخيرة عن صرف رواتب أكثر من مليون موظف حكومي منذ أكثر من ثماني سنوات، باستثناء نصف راتب يصرف كل عدة أشهر، ما دفع الآلاف إلى البحث عن أعمال بديلة، بينما اضطر آخرون إلى مواصلة عملهم في المدارس دون أي مقابل، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها قطاع التعليم والوظيفة العامة في البلاد.