صحيفة الثوري- تقارير:
أدان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والائتلاف اليمني لحقوق الإنسان الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) بحق المدنيين في منطقة حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء، مطالبين برفع القيود المفروضة على حركة السكان فورًا، وإجراء تحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وبحسب التقارير الحقوقية، فجّرت قوات الحوثيين تسعة منازل على الأقل منذ 9 يناير 2025، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم شابان يعانيان من اضطرابات عقلية، إضافةً إلى فرض حصار أمني مشدد شلّ الحياة اليومية في المنطقة، ومنع السكان من الحصول على الغذاء والدواء. كما وثّقت تقارير حقوقية اعتقال مئات السكان تعسفيًا، لا يزال 119 منهم مجهولي المصير، وسط مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو الإخفاء القسري.
وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين بدأوا هجومًا عسكريًا واسعًا على المنطقة في 5 يناير، مستخدمين الطائرات المسيّرة، الدبابات، والأسلحة الثقيلة، بذريعة ملاحقة مسلحين مسؤولين عن استهداف دورية عسكرية، لكن الشهادات الحقوقية تؤكد أن العمليات استهدفت المدنيين والممتلكات السكنية والبنية التحتية بشكل مباشر.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور حصلت عليها المنظمات الحقوقية تصاعد الدخان من المنازل المحترقة، ودمارًا واسعًا في المرافق العامة، بما في ذلك مسجد القابل ومدرسة قرآنية ومجمعًا طبيًا، ما أدى إلى حرمان السكان من الخدمات الأساسية. كما تعرضت مدرسة عبدالله بن مسعود، التي تخدم جميع المراحل التعليمية، لأضرار جسيمة، مما أدى إلى تعليق الدراسة.
وتؤكد التقارير أن الحوثيين استخدموا أساليب الترهيب والتعتيم الإعلامي عبر قطع الاتصالات ومنع التوثيق الميداني، وهو أسلوب سبق أن استخدموه في مايو 2024 خلال هجوم مماثل على مناطق في البيضاء، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين دون تحقيق يُذكر.
ودعت المنظمات الحقوقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين لرفع القيود فورًا، وضمان إجراء تحقيق محايد، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.