تو
(عدن) – “صحيفة الثوري” – خاص :
تواصل العملة الوطنية انهيارها أمام العملات الأجنبية، حيث سجل الريال اليمني مساء الأحد تراجعًا جديدًا في عدن، متجاوزًا حاجز 2300 ريال للدولار الواحد، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تخنق اليمنيين مع اقتراب شهر رمضان.
انخفاض جديد في قيمة الريال
في تعاملات الأحد المسائية، بلغ سعر صرف الدولار في عدن 2314 ريالًا للبيع و2289 ريالًا للشراء، بينما استقر الريال السعودي عند 605 ريالات للبيع و600 ريال للشراء.
أما في صنعاء، فقد استمر الاستقرار الوهمي للعملة عند 538 ريالًا للدولار للبيع و535 ريالًا للشراء، وسط سياسات نقدية معزولة عن الواقع المعيشي المتردي.
أزمة اقتصادية متفاقمة في عموم البلاد
تشهد الأسواق اليمنية موجة غلاء حادة، تفاقمت مع قرب حلول شهر رمضان، حيث سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا غير مسبوق، وسط عجز حكومي واضح عن معالجة الأزمة. في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، برزت أزمة جديدة في توفر مادة الغاز المنزلي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، الأمر الذي زاد من الأعباء المعيشية على المواطنين.
جبايات حوثية واستغلال رمضان
في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، تستمر المعاناة الاقتصادية رغم التثبيت الظاهري لسعر الصرف، حيث تخلّت الجماعة عن كافة مسؤوليات الدولة، بما فيها دفع رواتب الموظفين، وتحولت إلى فرض الضرائب والمكوس الجائرة على المواطنين. ومع حلول رمضان، استنفرت هيئة الزكاة التابعة للجماعة لبدء حملات جباية مكثفة، ما يضاعف من الضغوط الاقتصادية على المواطنين، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى دعم الأسر الفقيرة بدلًا من إثقالها بالمزيد من الأعباء المالية.
ضعف الاستجابة الحكومية
في ظل هذا المشهد المأساوي، لا تزال الاستجابة الحكومية ضعيفة أمام التدهور الاقتصادي الحاد، حيث تفتقر السياسات المالية والاقتصادية إلى إجراءات فاعلة لكبح انهيار العملة وتحسين الأوضاع المعيشية. ومع استمرار الأزمة، يواجه اليمنيون رمضانًا آخر مليئًا بالصعوبات في ظل تجاهل الأطراف الحاكمة معاناتهم الحقيقية.