“صحيفة الثوري” – تقارير:
شنت القوات الإسرائيلية حملة عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، تسببت في تشريد حوالي 40,000 فلسطيني من منازلهم، في أكبر موجة نزوح تشهدها المنطقة منذ حرب 1967، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
العمليات العسكرية، التي تركزت في جنين وطولكرم ومحيط طوباس، أجبرت آلاف الفلسطينيين على اللجوء إلى منازل أقاربهم أو البحث عن مأوى في المدارس والمساجد وحتى الحظائر الزراعية. بينما تبرر إسرائيل حملتها بأنها تستهدف المسلحين، يخشى الفلسطينيون أن تكون هذه الإجراءات محاولة لفرض تهجير دائم وتعزيز السيطرة على المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية.
الصحيفة أشارت إلى أن أغلب المشردين هم من أبناء وأحفاد اللاجئين الذين نزحوا خلال نكبة 1948، ما يعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة لدى كثير من الفلسطينيين. ورغم عودة حوالي 3,000 شخص إلى منازلهم، إلا أن الآلاف ما زالوا بلا مأوى بعد أكثر من ثلاثة أسابيع، وسط دمار واسع طال المنازل والبنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد تضرر أنظمة المياه والصرف الصحي في عدة مخيمات لاجئين، بينما قال مسؤولون محليون إن بعض المناطق أصبحت غير صالحة للسكن، حتى لو انتهت العمليات العسكرية. ومع استمرار الحملة، سجلت الأمم المتحدة أضرارًا بالغة لأكثر من 150 منزلًا في جنين وحدها، فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بهدم 23 مبنى على الأقل، مع رفضه الإفصاح عن العدد الكامل.
شهادات الفلسطينيين النازحين أكدت أن الجيش استخدم مكبرات الصوت لإصدار أوامر بالإخلاء تحت التهديد بإطلاق النار، ما أدى إلى فرار جماعي من المخيمات. ويرى مراقبون أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، بدعم من شخصيات حكومية متشددة مثل بتسلئيل سموتريتش، تعكس تصعيدًا كبيرًا يهدد بتغيير المشهد السياسي والديموغرافي في الضفة الغربية بشكل جذري، وسط مخاوف من تطبيع التهجير القسري كأمر واقع.