آخر الأخبار

spot_img

الطلاب والمعلمون في إب بين مطرقة الحوثيين وسندان الدورات الطائفية القسرية

(إب) – “صحيفة الثوري” – خاص :

كتب يونس الشجاع

في سياق تزايد السيطرة الحوثية على محافظة إب وسط اليمن، فرضت الجماعة الحوثية ضغوطًا غير مسبوقة على الطلاب والمعلمين في المحافظة، حيث ألزمتهم بحضور دورات طائفية قسرية منذ بداية يناير الجاري.

دورات إجبارية للتخرج

تبدأ القصة من فرض الحوثيين لشروط قسرية على طلاب الجامعات في المحافظة، حيث تم إبلاغهم بأن اجتياز امتحانات الفصل الدراسي الثاني أو الحصول على شهادة التخرج مرتبط بحضور دورات فكرية طائفية وتدريب على حمل الأسلحة تحت شعار “طوفان الأقصى”. ووفقا لما ذكره الملتقى الطلابي، وهو كيان مخابراتي أنشأته الجماعة، فإن حضور هذه الدورات يعد إلزاميًا لجميع الطلاب من الجنسين، وأنه سيتم التحقق من الحضور تحت إشراف عمداء الكليات ورؤساء الأقسام.

التعبئة الفكرية والتجنيد القسري

بحسب إفادة عدد من طلاب جامعة إب، لصحيفة الثوري يُجبرون على تعبئة استمارة تجنيد، بالإضافة إلى حضور دورات طائفية فكرية تستمر لأسبوع كامل. ووفقًا للمصادر، تتضمن الدورات محاضرات عن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وشقيقه حسين الحوثي، إلى جانب تحريض الطلاب على القتال وعرض أفلام تمجد القتال والعنف.

التهديدات والابتزاز

من جانب آخر، أفاد الملتقى الطلابي بفرض تهديدات على الطلاب المتغيبين عن هذه الدورات، حيث أكد أنه لن يتم السماح لهم بدخول قاعات الامتحانات ما لم يحضروا تلك الدورات. كما أن الطلاب الذين يلتزمون بالحضور يحصلون على 10 درجات إضافية في كل مادة دراسية، ما يضعهم في موقف صعب بين الالتحاق بالدورات أو المخاطرة بعدم التخرج.

الطلاب بين الامتناع والابتزاز

على الرغم من التهديدات التي يتعرضون لها، أبدى بعض الطلاب اعتراضهم على هذه الممارسات، حيث قرروا الامتناع عن حضور الدورات، لكنهم يواجهون عقوبات قاسية، بما في ذلك عدم منحهم شهادة التخرج، أو إقصائهم من الامتحانات.

تأثير هذه السياسات على المعلمين

لم تقتصر ضغوط الحوثيين على الطلاب فقط، بل امتدت لتشمل العاملين في قطاع التربية والتعليم. فقد أكد المعلم إبراهيم (اسم مستعار) لصحيفة الثوري أن المعلمين والموجهين والإداريين في مدارس إب يتم إجبارهم أيضًا على حضور دورات فكرية وطائفية، حيث تم تحويل بعض المدارس إلى مراكز للتدريب الفكري واستخدام الأسلحة.

أزمة الرواتب والعمل في القطاع الخاص

تستمر المعاناة للمعلمين في ظل انقطاع الرواتب منذ تسعة أعوام، ما دفع بعضهم للعمل في مدارس خاصة لتأمين احتياجات أسرهم. وفي هذا السياق، أضاف إبراهيم أن بعض المعلمين اضطروا للالتحاق بهذه الدورات رغم ظروفهم الصعبة والضغط الاقتصادي الذي يواجهونه.

عدد المشاركين في الدورات

بحسب إحصائيات حقوقية، بلغ عدد المشاركين في هذه الدورات نحو 815 ألف شخص، مما يعكس نطاق التدخل الحوثي في مجالات التعليم والتوجيه الفكري على مستوى واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

و تستمر جماعة الحوثي في فرض سيطرتها على مختلف جوانب الحياة في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في قطاع التعليم، من خلال حملات طائفية وفكرية تستهدف الطلاب والمعلمين على حد سواء. هذه السياسات القسرية تهدد استقلالية الفكر وتنذر بمستقبل مجهول لقطاع التعليم في مناطق الحوثيين.