“صحيفة الثوري” – في الذاكرة:
فوزي العريقي
اعتقل الرفيق المهندس من قبل جلاوزة جهاز الأمن الوطني؛ في أواخر العام 1981م؛ تعرض لتعذيب وحشي، كان الجلادون في حالة غير طبيعية، يمارسون ساديتهم وحقدهم عليه،غاضهم صموده وبسالته، فتناوبوا على تعذيبه بغرض إذلاله وكسر كبرياءه، كان قد فارق الحياة، حين استمروا في تعذيبه..
كتب الرفيق محمد قاسم الثور في تعليق على منشور للرفيق جمال عون، عن الشهيد؛
الرفيق العظيم محمد عبد الله عبد القاهر قبل تحمل عبء السكرتير الأول لمنظمة الحزب الاشتراكي في العاصمة صنعاء في أصعب أوقاتها، حين كانت أجهزة الأمن تعتقل العشرات من أعضاء الحزب في صنعاء وعرضتهم لكل أصناف العذاب النفسي، والجسدي، وكان رفيقنا محمد عبد الله عبد القاهر من الصلابة، بحيث أن جلاوزة “الأمن الوطني استعملوا كافة أشكال التعذيب بقصد كسر الاعتزاز بنفسه و بالعمل الوطني، ومحاولة يصال العضو الحزبي إلى الاعتراف والإجابة عن أسئلتهم، و تحمل بذاءات وإهانات المحققين، وقد وصل إلى علمنا أن شهيدنا قاوم كل الأساليب ورفض إخبار الجلاوزة أي سر حتى استعملوا الوسائل المميتة، وظل الضابط المحقق يصرخ طالبا جوابا وينهال بالعذاب على جسم شهيدنا في صنعاء؛ حتى بعد أن لفظ آخر أنفاسه، حتى أخبره المساعد أنه كان قد أصبح جثة لا حياة فيها،
لقد ضرب الشهيد محمد عبدالله عبد القاهر بصموده، وصلابته المثل ، فلفظ روحه إلى بارئها دون خضوع، ولا انكسار، بل بكل إباء و اعتزاز بعمله الوطني الذي أثمر انتزاعا لحرية الانتماء الحزبي، والتعدد السياسي أساسا من أسس الحياة السياسية في دستور الجمهورية اليمنية ، ولم يستطع من كان يتربع على رئاسة الجمهورية العربية اليمنية أن يتنصل من هذا الأساس الدستوري، حتى بعد إصرار المتربع على رأس الجمهورية اليمنية، حتى بعد ” تعميد الوحدة بالدم.” _انتهى_
الرفيق المناضل من مواليد أوائل الخمسينات من القرن الفارط، في مديرية السلام شرعب، درس في كتاب القرية وفي مدينة تعز، حيث حصل على الثانوية العامة القسم العلمي، من مدرسة الثورة الثانوية 1972/1973م.
توجه إلى عدن وأود إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة هندسة الري والسدود.
درس في جامعة الصداقة؛ حصل على الماجستير منها في العام 1978م.
عاد إلى صنعاء ليلتحق بالدفعة الأولى من الملتحقين بخدمة الدفاع الوطني، في الكلية الحربية، ومنح رتبة ملازم ثان.
التحق بالعمل في وزارة الزراعة.
قبل توحيد فصائل اليسار الماركسي، كان عضوا في اللجنة المركزية في حزب الطليعة الشعبية.
وانتخب بعد التوحيد عضوا في اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية اليمني (فرع الحزب الاشتراكي اليمني).
عين سكرتير اول لمنظمة الحزب الاشتراكي في العاصمة صنعآء.
و قاد المنظمة الحزبية في ظروف بالغة الدقة والحساسية، بعد ضربات أمنية تعرضت لها المنظمة خلال عامي 1977/ 1978م، واغتيال قيادات في الحزب، كان آخرهم الرفيق يحي محمد صالح خازندار؛ الذي اغتيل في كمين مستحدث قرب فيلا وزير النفط حينها علي البحر .
كما كتب رفيقه وصديقه د. منصور المذحجي :
الشهيد المهندس محمد عبدالله عبدالقاهر شارك في المؤتمر التأسيسي لحزب الطليعة الشعبية و انتخب عضوا في اللجنه المركزية لحزب الطليعة عام 1973م …و قبل استشهاده كان عضوا في سكرتارية اللجنة القيادية لمنظمات المثلث “سلق”( صنعاء الامانة، تعز و الحديدة) باعتباره سكرتيرا اولا لمنظمة صنعاء الامانة، إلى جانب كل من الشهيد يحيى الخازندار و انا (بإعتباري سكرتيرا اولا لمنظمة تعز) وكان الشهيد د. احمد حسن سعيد سكرتيرا للجنة القيادية للمثلث….كان لإستشهاد الرفيق محمد أثرا قاسيا علينا جميعا بسبب ما تركه من فراغ: بالإضافة إلى أننا كنا لإنزال تحت تأثير صدمة استشهاد رفيقنا يحيى الخازندار. -انتهى-
تميز الفقيد بصفات قيادية وفكرية، ساعده في ذلك ميوله الأدبية وقراءاته في الفلسفة والعلوم الاجتماعية.
2021/4/23م
#كتابات_جديدة