(بيروت) – “صحيفة الثوري ” – خاص
بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي، توصلت القوى السياسية اللبنانية إلى اتفاق على انتخاب قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، خلفًا للعماد ميشال عون الذي انتهت ولايته في أكتوبر 2022.
حصل جوزيف عون على 99 صوتًا في الدورة الثانية للتصويت في جلسة مجلس النواب التي عقدت يوم الخميس بحضور جميع النواب البالغ عددهم 128، ليصبح الرئيس الرابع للبنان الذي ينتقل مباشرة من منصب قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية.
الانتخاب جاء بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات بين القوى السياسية التي سعت للوصول إلى توافق حول منصب الرئيس في ظل ضغوط خارجية شديدة لسد الفراغ الرئاسي. في هذا السياق، برز اسم جوزيف عون كأبرز المرشحين بفضل تأييد أطراف دولية مثل الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا.
وعلى الرغم من حصوله على دعم واسع، سيحتاج عون إلى تعديل دستوري قبل أن يتسلم منصبه الجديد، حيث ينص الدستور اللبناني على ضرورة مرور عامين على استقالة أو تقاعد أي موظف يشغل مناصب من الفئة الأولى قبل انتخابه رئيسًا.
مسيرة عسكرية حافلة وتحولات سياسية
ينتمي جوزيف عون إلى الطائفة المسيحية المارونية، التي يشترط العرف اللبناني أن يكون رئيس الجمهورية منها. وُلد في عام 1964 في بلدة العيشية جنوب لبنان، وحصل على إجازة في العلوم السياسية وشهادة في العلوم العسكرية بعد أن التحق بالكلية الحربية عام 1983. تدرج عون في الرتب العسكرية حتى وصل إلى منصب قائد الجيش في 2017.
خلال فترة قيادته للجيش، قاد عون معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس 2017، كما شهدت فترة حكمه العسكرية الاحتجاجات الشعبية في عام 2019 بسبب الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشدة على البلاد. في تلك الفترة، اعتمد الجيش اللبناني على المساعدات الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة، لتلبية احتياجاته بسبب الانهيار الاقتصادي الذي طال البلاد. ورغم الانتقادات التي تعرض لها بسبب قبول مساعدات أمريكية، دافع عون قائلاً: “الشعب جاع… والعسكري أيضًا يعاني ويجوع”.
دور حاسم في المرحلة المقبلة
مع انتخابه رئيسًا، يواجه جوزيف عون تحديات ضخمة في وقت حساس بالنسبة للبنان. يعتمد المجتمع الدولي بشكل كبير على عون لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية الحالية في لبنان. الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين أشاد بمواصفات عون القيادية، معتبرًا أنه يمتلك القدرة على قيادة لبنان خلال الفترة المقبلة.
علاوة على ذلك، سيضطلع الجيش اللبناني تحت قيادته بدور محوري في المرحلة القادمة، لا سيما في إدارة الموقف الحدودي مع إسرائيل وحزب الله، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024.
مع تركه لمنصب قائد الجيش، سيكون عون مطالبًا بتوجيه لبنان نحو الاستقرار في ظل تحديات داخلية وخارجية كبيرة، بما يضمن استعادة الثقة في المؤسسات اللبنانية.