آخر الأخبار

spot_img

حول توازن القوى في الشرق الأوسط: “هلال إيران” يتلاشى و”قمر تركيا” يصعد

(صحيفة الثوري) – عن الغارديان :

يشهد الشرق الأوسط إعادة تشكيل جذرية للتوازنات الجيوسياسية، حيث بدأ ما يُعرف بـ”الهلال الشيعي” الإيراني بالتلاشي، في مقابل صعود النفوذ التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

تركيا: صعود دور إقليمي محوري

سقوط نظام الأسد في سوريا يعدّ نقطة تحول رئيسية، إذ أضعف نفوذ إيران في المنطقة ومهّد الطريق أمام تركيا لتوسيع دورها الإقليمي.

دعمت تركيا المتمردين السوريين بالاستخبارات والتوجيه والغطاء السياسي، مما ساهم في تحقيق انتصار غير متوقع دون الدمار الذي ميّز النزاعات السابقة في سوريا.

تزامن ذلك مع استنزاف إيران نتيجة الضربات الإسرائيلية وتراجع الدعم الروسي للأسد بسبب انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.

تداعيات على العراق والمنطقة

العراق قد يشهد تراجعًا إضافيًا للنفوذ الإيراني، حيث تمتلك تركيا علاقات قوية مع الأكراد وتوسع وجودها في المناطق الشمالية.

سيعزز صعود حكومة سنية في سوريا موقف تركيا في المناطق العراقية ذات الأغلبية السنية التي لطالما هيمنت عليها الميليشيات المدعومة من إيران.

طموحات تتجاوز سوريا والعراق

تركيا تواصل توسيع نفوذها إلى إفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى:

نجحت أنقرة في التوسط بين الصومال وإثيوبيا لتهدئة النزاعات الإقليمية.

تعمق دورها في ليبيا من خلال الدعم العسكري للحكومة المعترف بها دوليًا.

عززت موقعها في أفغانستان عبر بناء علاقات مع طالبان منذ 2021.

لعبت دورًا رئيسيًا في القوقاز بدعم أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ.

تركيا والسعودية: منافسة على الزعامة السنية

التنافس التركي-السعودي يزداد تعقيدًا، حيث تسعى أنقرة للهيمنة على العالم الإسلامي السني، مستغلة خطابها الإسلامي الذي يلقى صدى لدى شريحة واسعة من الإسلاميين السياسيين.

في حين كان “الهلال الشيعي” الإيراني يمثل تهديدًا طائفيًا واضحًا، فإن النفوذ التركي يمثل تحديًا أكثر دقة وانتشارًا للمملكة.

تفكك “الهلال الشيعي” الإيراني

منذ 2019، بدا أن إيران بلغت ذروة نفوذها الإقليمي، بسيطرتها على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

لكن طهران دفعت ثمن هذا التوسع المفرط، ما جعلها عرضة للضغوط التركية والإسرائيلية.

اليوم، انتصار المتمردين في سوريا والانخراط التركي أدى إلى قطع الجسر البري الإيراني إلى لبنان وتدمير بنيته التحتية.

نهاية حقبة وبداية أخرى

بينما يشهد النفوذ الإيراني تراجعًا تدريجيًا، يترسخ الدور التركي كقوة إقليمية صاعدة تُعيد رسم خريطة التحالفات والتوازنات في الشرق الأوسط.