آخر الأخبار

spot_img

مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، مروان دماج، يكشف: التراث اليمني بين مطرقة التدمير وسندان التهريب

(القاهرة) – “صحيفة الثوري”:

كشف مستشار رئيس الجمهورية اليمني للشؤون الثقافية ووزير الثقافة السابق، مروان دماج، عن التحديات الكبرى التي تواجه التراث الثقافي والآثار اليمنية في ظل الحرب المستمرة في البلاد، مشيراً إلى خطر التدمير الممنهج والنهب المنظم الذي يهدد الهوية الحضارية لليمن. جاء ذلك في حوار خاص أجراه معه موقع “البوابة نيوز”، حيث استعرض دماج جوانب متعددة من الكارثة التي تضرب المواقع الأثرية والمتاحف اليمنية، فضلاً عن الجهود المبذولة لمواجهة هذه التحديات.

دماج حذر من الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواقع الأثرية والمتاحف اليمنية، موضحاً أن الحرب أسفرت عن تدمير واسع النطاق، حيث تضررت خمسة متاحف رئيسية، من بينها متحف تعز ومتحف زنجبار. كما تعرضت مواقع أثرية تاريخية، مثل مدينة برراقش، للنهب والتخريب. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي والجماعات المسلحة الأخرى تستهدف الآثار بهدف تمويل أنشطتها، مؤكداً عداء هذه الجماعات للتاريخ الوطني.

وأشار دماج إلى تصاعد تهريب الآثار إلى الأسواق السوداء الدولية، حيث تورطت شبكات محلية ودولية في سرقة وبيع القطع الأثرية. ولفت إلى ظهور قطع يمنية نادرة في مزادات عالمية، منها الوعل البرونزي في باريس والنصب التذكاري من معبد “أوام”. وأوضح أن الحكومة اليمنية تسعى بالتعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول) وبعض الدول، مثل الولايات المتحدة، لاستعادة هذه الآثار ومنع بيعها.

أكد دماج على أهمية تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث اليمني، مشددًا على ضرورة تعديل اتفاقية “اليونسكو” لعام 1970 لتوفير آليات أكثر فاعلية لمواجهة تهريب الآثار. كما دعا إلى التنسيق مع دول مثل مصر والعراق التي تعاني تحديات مماثلة، موضحاً أن الحكومة تعمل على تطوير قوانين مكافحة التهريب وتشكيل فريق متخصص لرصد وتوثيق القطع الأثرية المسروقة.

وأشار إلى أن المؤسسات المعنية بحماية التراث الثقافي تعاني من ضعف التمويل والبنية المؤسسية، مما يعيق جهود الحماية. وأكد ضرورة وضع استراتيجيات متكاملة لتعزيز هذه المؤسسات واستقطاب الدعم الدولي.

وفي ختام الحوار، شدد مروان دماج على الحاجة إلى تحرك عاجل على المستويين المحلي والدولي للحفاظ على التراث اليمني، محذراً من أن استمرار هذه التحديات يهدد بطمس الهوية الحضارية لليمن، التي تمثل إرثاً تاريخياً عريقًا للعالم أجمع.