آخر الأخبار

spot_img

رحلة إلى قلب الحضارة الصينية: مشاركة في المنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب

“صحيفة الثوري” – كتابات:

صالح فاضل ثابت

حين وطأت قدماي أرض الصين، شعرت أنني أقف على عتبات باب التاريخ، مستعداً لخوض تجربة استثنائية ستبقى محفورة في ذاكرتي مدى الحياة. زيارتي لم تكن مجرد رحلة عادية، بل فرصة لاكتشاف حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين، ودولة حديثة استطاعت مواجهة التحديات لتصبح نموذجاً للإبداع والتقدم.

جاءت زيارتي تلبية لدعوة من دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، ممثلاً للحزب الاشتراكي اليمني في المنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب. كانت المهمة شرفاً ومسؤولية، ومزيجاً من السياسة والثقافة والاستكشاف.

المنتدى: منصة للحوار والشراكة

أتاح المنتدى فرصة فريدة للتواصل مع سياسيين شباب من الدول العربية وقادة الحزب الشيوعي الصيني. تضمنت الجلسات نقاشات مهمة حول مستقبل المنطقة العربية واليمن، وتعزيز العلاقات مع الصين في ضوء مبادرات استراتيجية مثل “الحزام والطريق” و”الحضارة العالمية”.

مبادرة الحزام والطريق، التي أحيَت روح طريق الحرير القديم، كانت محور النقاش. أدركت أنها ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل فلسفة تدعو للتكامل بين الشعوب عبر التجارة والثقافة والتكنولوجيا. وأكدت خلال مداخلاتي على ضرورة أن تلعب المبادرة دوراً فاعلاً في تطوير البنية التحتية في اليمن، خاصة الموانئ والزراعة والتعدين، واستعادة مكانة اليمن في إنتاج البن.

كما شددت على أهمية دور الصين في مواجهة التحديات الراهنة، لا سيما تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وضرورة دعم الشرعية اليمنية وإيجاد حلول سياسية بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية.

 

زيارات ميدانية: مزيج بين التاريخ والحداثة

خلال الرحلة، أتيحت لنا زيارة معالم بارزة مثل الجسر الرابط بين تشوهاي وماكاو وهونغ كونغ، ومصانع التكنولوجيا المتقدمة، ومدن مثل فوتشو وشيامن التي تعكس الإصلاحات العميقة التي قادها الحزب الشيوعي الصيني.

اختُتمت الرحلة بزيارة العاصمة بكين، حيث تجولنا في جامعة بكين، ومتحف تاريخ الصين، وسور الصين العظيم. كانت كل زاوية شاهداً على عظمة الحضارة الصينية وإصرارها على التطور مع الحفاظ على تراثها.

 

علاقات ثنائية: إرث مشترك ومستقبل واعد

شهدت الزيارة مناقشات مكثفة حول العلاقات التاريخية بين الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الشيوعي الصيني. تمت الإشارة إلى أواصر النضال المشترك والتعاون الدولي، مع التأكيد على تعزيز قنوات التواصل لتبادل الخبرات وتطوير الشراكات.

 

ختام الرحلة: دروس لا تُنسى

عند مغادرتي الصين، كنت محملاً بدروس عن التوازن بين الهوية والانفتاح على العالم. هذه التجربة ألهمتني بضرورة تعزيز الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، والعمل على بناء شراكات تخدم التنمية المستدامة.

الصين اليوم ليست مجرد قوة اقتصادية، بل مصدر إلهام لكيفية تحويل التحديات إلى فرص. إنها دعوة لنا جميعاً لتعلم كيفية بناء مستقبل أفضل عبر التعاون والعمل المشترك.