“صحيفة الثوري” – تقارير:
شهدت سوريا خلال الأسبوع الماضي تطورات دراماتيكية، مع إعلان فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على مدينتي حلب وحماة وتوجهها لتطويق العاصمة دمشق، وسط نفي الجيش السوري انسحابه من مواقع استراتيجية.
تقدم المعارضة: “دمشق تنتظركم”
أعلن حسن عبد الغني، قيادي في الفصائل المعارضة المسلحة، أن قواته بدأت المرحلة الأخيرة من “تطويق العاصمة دمشق”، مؤكداً السيطرة على فرع سعسع للاستخبارات العسكرية في ريف دمشق. كما دعا قائد “هيئة تحرير الشام”، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، مقاتليه للاستمرار في الهجوم قائلاً: “دمشق تنتظركم”، وأكد أن سقوط النظام أصبح “قاب قوسين أو أدنى”.
حيث أعلنت إدارة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة المسلحة بدء الدفع بتعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة دمشق “لدعم العمليات الجارية هناك”.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر بالجيش والفصائل والسكان أن فصائل المعارضة المسلحة دخلت من الشمال والشرق مدينة حمص الرئيسية، شرق دمشق.
كما أعلنت فصائل مسلحة في وقت سابق السيطرة على مدينتي السويداء ودرعا، جنوبي سوريا، والمتاخمتين للعاصمة السورية.
وأعلنت الفصائل أيضاً عن سيطرتها على مدينتي درعا والقنيطرة، جنوبي سوريا، على حدود إسرائيل في وقت سابق الجمعة والسبت على التوالي.
وفي ذات السياق قال مصدران في فصائل المعارضة المسلحة السورية لوكالة “رويترز” إن عناصر تابعة للفصائل سيطرت على سجن حمص المركزي وأطلقوا سراح مئات السجناء.
وذكر مصدر آخر أن فصائل المعارضة المسلحة بدأت الدخول بشكل أعمق إلى حمص بعد اختراق دفاعات الجيش من البوابة الشرقية للمدينة.
الجيش ينفي الانسحاب
وزارة دفاع النظام من جانبها نفت بشدة الأنباء عن انسحاب الجيش من حمص ومناطق قريبة من دمشق، مؤكدة أن “القوات المسلحة لا تزال متواجدة في ريف دمشق وتم تعزيزها بقوات إضافية”.
من جهته قال وزير الداخلية السوري محمد الرحمون إن “هناك طوق أمني قوي جداً على أطراف دمشق ولا يمكن لأحد أن يكسره”.
فيما أكدت الرئاسة السورية أن بشار الأسد ما زال في العاصمة ويواصل عمله كالمعتاد، مشددة على أن التقارير حول مغادرته البلاد “لا أساس لها”.
خسائر إنسانية وتعزيزات عسكرية
قتل سبعة مدنيين على الأقل في غارات روسية وسورية على مواقع قرب حمص، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. كما أرسلت القوات الحكومية تعزيزات كبيرة لمحاولة استعادة السيطرة على المناطق التي تقدمت فيها المعارضة.
دعم “حزب الله” وتعزيز مواقعه
أرسل “حزب الله” اللبناني نحو ألفي مقاتل إلى منطقة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، في خطوة تهدف إلى حماية مواقعه الاستراتيجية هناك، وفق مصادر مقربة من الحزب.
هروب جنود سوريين إلى العراق
قال رئيس بلدية القائم الحدودية في العراق تركي المحلاوي لوكالة “رويترز”، السبت، إن نحو 2000 جندي سوري عبروا الحدود إلى العراق، وطلبوا اللجوء، مضيفاً أن بعض الجنود أصيبوا ويتلقون العلاج حالياً.
وتأتي تصريحات هذا المسؤول، بعدما أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، أن أكثر من ألف جندي من الجيش السوري عبر معبر القائم في محافظة الأنبار.
المواقف الدولية: دعوات للحوار وانتقادات متبادلة
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الصراع الدائر بسوريا.
وكتب ترمب، على منصته للتواصل الاجتماعي Truth social: “سوريا في حالة من الفوضى، لكنها ليست صديقتنا، ويجب ألا يكون للولايات المتحدة أي علاقة بها. هذه ليست معركتنا. دعها تستمر. لا تتدخلوا!”.
روسيا: وزير الخارجية سيرغي لافروف ندد بسيطرة المعارضة المسلحة، واصفًا ذلك بأنه “انتهاك للاتفاقات الدولية”.
قطر: رئيس الوزراء القطري انتقد الرئيس الأسد، معتبرًا أنه أضاع “فرصة التواصل مع الشعب” خلال سنوات الهدوء النسبي.
إيران: دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى “حوار سياسي” بين الحكومة والمعارضة، خلال اجتماع مع نظيريه الروسي والتركي في قطر.
وفي نفس السياق دعا المبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسون، إلى محادثات عاجلة في جنيف لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254، ولفت إلى أن “الموقف في سوريا يتغير كل دقيقة”.
وأضاف بيدرسون أن الحاجة إلى انتقال سياسي منظم في سوريا لم تكن أكثر إلحاحاً من قبل كما هي الآن، وحث على الهدوء وتجنب سفك الدماء.
وزراء خارجية خمس دول عربية ومسار أستانا يؤكدون ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية
أكد وزراء خارجية خمس دول عربية، بالتنسيق مع مسار أستانا، أن استمرار الأزمة السورية يشكل تهديدًا خطيرًا على استقرار البلاد وأمن المنطقة والعالم. جاء ذلك في بيان مشترك شدد فيه الوزراء على أهمية تكثيف الجهود للوصول إلى حل سياسي شامل يضع حدًا للعمليات العسكرية ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار.
وأشار البيان إلى توافق الأطراف على تعزيز التعاون الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، مع التأكيد على وقف العمليات العسكرية كخطوة ضرورية لإطلاق عملية سياسية جامعة تضمن مشاركة كافة الأطراف السورية.
وشدد الوزراء على أن التحديات الراهنة تتطلب استجابة جماعية تضع مصلحة الشعب السوري في صدارة الأولويات، بهدف تحقيق السلام الدائم واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
انسحاب قوات الجيش السوري وحزب الله من حمص وسط تقدم المعارضة المسلحة
وفي تطورات جديدة أفادت رويترز عن مصادر متعددة، وقوع تطورات ميدانية هامة في مدينة حمص، حيث انسحبت قوى الجيش السوري وعناصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني من المدينة، بينما دخلت قوات الفصائل المعارضة المسلحة الأحياء المركزية للمدينة.
وبحسب مصدر في الجيش السوري لرويترز، فقد تحركت قافلة كبيرة من الجيش السوري إلى جسر القصير جنوبي حمص، بعد قرار مشترك مع حزب الله باعتبار الدفاع عن المدينة مستحيلاً. وأكد ضابط سوري رفيع أن قادة الجيش والأمن تم إجلاؤهم باستخدام مروحيات من قاعدة الشعيرات العسكرية إلى الساحل السوري.
من جهة أخرى، صرح قيادي في الفصائل المعارضة بأن قوات المعارضة المسلحة بدأت عمليات تمشيط في الأحياء المركزية التي انسحبت منها القوات الحكومية. كما أفاد شهود عيان بانسحاب الجيش السوري بشكل كامل من حمص.
تشير هذه التطورات إلى تحول كبير في ميزان القوى على الأرض، مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على أجزاء واسعة من الأرض السورية بعد انسحاب القوات الحكومية وحلفائها.