(تعز) – “الثوري” :
نظم بيت الصحافة ومؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية اليوم الخميس في مدينة تعز فعالية إحياء الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الصحفي والبرلماني عبدالحبيب سالم، وذلك في قاعة الآداب بجامعة كلية الآداب. تضمنت الفعالية ندوة فكرية بعنوان “عبد الحبيب والديمقراطية: استذكار الحلم واستعادته”، حيث ناقش المشاركون دور الراحل في دعم الديمقراطية وتعزيز الحلم الوطني
.عبدالحبيب سالم هو ابن قرية الزبيرة – قدس، في محافظة تعز، وُلِد عام 1961، ونشأ متنقلاً بين الحديدة وصنعاء حيث أنهى دراسته الثانوية.
برز عبدالحبيب في أوساط الصحافة اليمنية خلال الثمانينيات، حين نشر مقالاته الجريئة “الديمقراطية كلمة مرة” في صحيفة صوت العمال. بتلك المقالات، تحدى القوى الاستبدادية والفساد المتجذر، موجهًا رسالة لا تقبل التأويل أن الديمقراطية ليست مجرد كلمة عابرة، بل فكرة ثورية تهدد عروش الطغاة. لم تكن مقالته مجرد كلامٍ عابر، بل كانت رصاصة موجّهة لقلب الظلم، مهزّةً أركان الطغاة، ومبشرةً برياح التغيير.
عمل عبدالحبيب سالم في عدد من الصحف والمجلات، لكنه كان رمزًا للمقاومة الحقيقية في وجه السلطة. تدرج في المناصب الصحفية، وبرز كنائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الصادرة في تعز، ورئيسًا للتحقيقات فيها. إلا أن كلماته لم تجد طريقها للتأثير العميق إلا في صحيفة صوت العمال في التسعينيات، حيث انتشرت مقالاته وأصبحت رمزًا للجرأة والشجاعة.
اليوم، ورغم رحيله، يبقى إرث عبدالحبيب سالم حيًا، يذكّر الأجيال القادمة بأن الكلمة المرة “الديمقراطية” هي أداة التغيير الأعمق، وأنها كانت وستظل سلاحًا قادرًا على إحداث التغيير.