الثوري – تقارير
تقرير: همدان زيد محمد
تتصاعد حالة القلق داخل جماعة الحوثي في اليمن مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، الثورة التي أطاحت بالحكم الإمامي في شمال اليمن عام 1962 وأعلنت قيام الجمهورية. تتزامن هذه الذكرى مع تجديد الشعب اليمني تمسكه بالقيم الجمهورية، ما يثير مخاوف الجماعة التي ترى في هذه الذكرى تهديدًا لوجودها وأهدافها السياسية.
مظاهر الذعر الحوثي
خلال الأسابيع الماضية، شهدت مناطق سيطرة الحوثيين تحركات مكثفة لإجهاض أي فعاليات قد تُنظم احتفاءً بثورة 26 سبتمبر. اتخذت الجماعة إجراءات صارمة لقمع أي مظاهر احتفالية أو تأييد للثورة، منها تكثيف الرقابة على الفعاليات العامة، وإغلاق المدارس والمؤسسات التي قد تشهد أنشطة رمزية مرتبطة بهذه المناسبة.

وفي هذا السياق، يُلاحظ تزايد عمليات الاعتقال التعسفي لناشطين ومثقفين ينادون بضرورة التمسك بالقيم الجمهورية. الجماعة الحوثية تعتبر أن الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر يمثل تحديا مباشرا لأيديولوجيتها المستندة إلى إعادة إحياء الإمامة، وهو ما يتناقض مع إرادة الشعب اليمني التواق للحفاظ على الجمهورية والوحدة الوطنية.
حملات إعلامية مضادة
على الصعيد الإعلامي، كثفت جماعة الحوثي حملات التشويه ضد رموز ثورة 26 سبتمبر وأهدافها. وسائل الإعلام التابعة للجماعة لا تتوانى عن تقديم سردية مشوهة لتلك الحقبة، حيث تحاول التقليل من أهمية الثورة وزعم أنها كانت “مؤامرة خارجية” تهدف لتفكيك البلاد. كما أن الجماعة تروج لنظام الإمامة السابق كنموذج “شرعي” للحكم، وتسعى لزرع هذه الأفكار في الجيل الشاب.
إلا أن هذه الجهود لم تقابل سوى بمزيد من المقاومة الشعبية. أصوات اليمنيين في الداخل والخارج تتعالى دفاعا عن الثورة، ما يعكس عمق تمسكهم بالجمهورية ورفضهم للمشروع الحوثي.
تحركات في الشارع اليمني
رغم التضييق الحوثي، شهدت عدة مناطق منها إب وصنعاء وغيرها من المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مظاهر بسيطة لإحياء ذكرى الثورة. الشوارع تزينت بأعلام الجمهورية في بعض الأحياء، وظهرت شعارات تُحيي أبطال ثورة 26 سبتمبر وتؤكد على الوحدة الوطنية.

وفي المقابل، سعت جماعة الحوثي إلى تنظيم فعاليات مؤيدة لها في محاولة لامتصاص حماس الشارع. لكنها واجهت عزوفا شعبيا واسعا، حيث تعمد العديد من المواطنين الابتعاد عن تلك الفعاليات التي يرون فيها استفزازا لتاريخهم وثورتهم.
ردود فعل دولية
على المستوى الدولي، يقف المجتمع الإقليمي والدولي متفرجان على تصاعد التوترات في اليمن، خاصة مع استمرار محاولات الحوثيين تغيير هوية الدولة اليمنية. فيما يرى اليمنيون أن تمسكهم بالجمهورية والدفاع عن ثورتهم يشكلان ضمانة لاستقرار اليمن، وهو ما يعزز الدعم الدولي للقوى المناهضة للحوثيين.
الخلاصة
مع كل اقتراب لذكرى ثورة 26 سبتمبر، تبدو جماعة الحوثي في موقف دفاعي أمام تيار شعبي واسع يتمسك بالجمهورية ويرفض العودة إلى عهد الإمامة. القمع الحوثي والحملات الإعلامية المضللة لم تفلح حتى الآن في إخماد شعلة الثورة في قلوب اليمنيين.