وفاة فريدريك جيمسون: الناقد والمفكر الماركسي الذي أعاد تعريف النقد الثقافي

الثوري – ثقافة 

توفي اليوم المفكر والناقد الماركسي الأمريكي فريدريك جيمسون (Fredric Jameson) عن عمر يناهز الـ 90 عاماً. جيمسون، المعروف بأعماله الرائدة في مجال النظرية النقدية والماركسية، يُعدّ واحداً من أبرز المفكرين في القرن العشرين. اشتهر بنقده الثقافي الحاد وتحليله للرأسمالية المتأخرة وتأثيراتها على الثقافة والفن.

ولد جيمسون عام 1934، وبدأ مسيرته الأكاديمية في الستينيات، حيث أبدى اهتماما عميقا بالتقاطع بين الأدب والمجتمع، واستفاد من الأدوات الماركسية لتحليل الأشكال الثقافية. يُعتبر كتابه “ما بعد الحداثة أو المنطق الثقافي للرأسمالية المتأخرة” (Postmodernism, or The Cultural Logic of Late Capitalism) من أكثر أعماله تأثيرا، حيث قدّم تحليلاً معمقاً للعلاقة بين الاقتصاد، الثقافة، والأيديولوجيا في عصر الرأسمالية المتقدمة.

لقد أمضى الماركسي الأسطوري فريدريك جيمسون حياته ومسيرته المهنية ملتزماً بالأفكار الاشتراكية، مؤمناً أن الاشتراكيين اليوم قادرون على إحياء المُثل العليا المثالية من خلال إظهار أن التغيير ممكن في الواقع.

لم يقتصر تأثير جيمسون على التحليل الثقافي، بل توسع ليشمل نقداً شاملاً لأدب الخيال العلمي، الحداثة، وما بعد الحداثة. كما كان له دور كبير في إعادة قراءة الفيلسوف الألماني “جورج لوكاش” وإعادة تفسيره في سياق النقد الماركسي المعاصر.

ترك فريدريك جيمسون بصمة لا تُنسى في العالم الأكاديمي، وساهم بشكل كبير في تطوير النظريات الأدبية والماركسية النقدية، وسيظل إرثه الفكري موضوع دراسة وتأمل لعقود قادمة.