آخر الأخبار

spot_img

احمد بن احمد ردمان : نموذج مناضل تحدى سلطات القمع واستشهد في ربيع عمره

 

“الثوري” – كتابات :

عبد القادر علي البناء

 

هو احمد بن احمد ردمان زيد العزعزي . ولد في قرية “العرزة ، عزاعز” عام ١٩٥٥ .

كنا رفيقين وصديقين حميمين طوال العامين اللذين قضيتهما في مدينة تعز قبل رحيلي منها مضطرا مطلع يونيو ١٩٧٤ ، وعند افتراقنا كان قد أكمل دراسته للصف الثاني الثانوي ، بينما كنت أتهيأ لتقديم امتحانات الثانوية العامة.

لم تكن بنيته الجسدية ولا مظهره الخارجي ولا إمكانياته المادية أو انتمائه الاجتماعي يميزونه كثيراً عن سائر أقرانه من شباب الريف في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، فهو ابن لأسرة فلاحية ، غادر قريته تاركاً أسرته بعيدا هناك ليشق طريقه في الحياة بهمة وحماس وثقة واستقلالية شبه كامله ، لولا الدعم الأسري المحدود الذي كان يصله بين آونة وأخرى من والده . وكأقرانه كان احمد ممن فتحت ثورة سبتمبر أمامهم الطريق للانطلاق والتسلح اولا بالعلم والمعرفة كأساس لمستقبل واعد طالما حلموا به ، واستطاع بهمته وإصراره وباجتهاده وذكائه أن يقطع شوطا مهما في مشواره العلمي ووصل إلى السنة الثانية من المرحلة الثانوية بمدرسة الثورة الثانوية في مدينة تعز ، أما مسكنه الذي لم يبعد كثيرا عن مقبرة “الاجينات” ، فكان غرفة متواضعة (دكان) استأجره مع عدد من اصدقائه الذين أتذكر اثنين منهم كانا يعملان في مهنة النجارة ( سعيد و حميد ) ، وهما ايضا كانا رفيقين لنا في نفس الحزب .

ومثل الكثيرين من شباب تلك المرحلة انخرط احمد – وهو لايزال في مرحلة دراسته الإعدادية – في صفوف الحركة الوطنية المناضلة من أجل يمن مستقل ، موحد وسعيد ومجتمع تسوده العدالة والمساواة والحرية ، واختار منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي (جناح سوريا) في تعز سبيلا لبلوغ هدفه . وقد عايش مع رفاقه الشباب في المنظمة الإرهاصات والنزوع الجامح نحو التحولات التقدمية داخل الحزب ، وخاض تجربة الجدل و البحث الواعي والمسؤول عن خيار الالتزام الفكري والسياسي البديل عن خيار التعصب القومي وما يفرضه من تحيُّزات عصبية تحد من طموحات التضامن الإنساني والتلاحم الأممي مع شغيلة وكادحي العالم . وفي غضون تلك المرحلة أخذ وعيه الفكري والسياسي والتنظيمي في التبلور ، في الوقت الذي تحقق تحول منظمة البعث في اليمن إلى حزب الطليعة الشعبية ، الذي أضحى ملتزماً بالاشتراكية العلمية كدليل نظري فكري وسياسي ، وبالنضال السلمي الديمقراطي كوسيلة لتحقيق أهدافه البرامجية.

كان أحمد شابا طيبا ، ودودا ، متواضعاً وصادقا في سلوكه العام وفي كل شؤون حياته اليومية ، لكن أفقه وطموحه وشجاعته جعلوه شديد التميز عن أقرانه ، وانعكس ذلك في خياراته وأفعاله من أجل مستقبل اليمن وشعبه وفي تحول سيادة الوطن والانتصار لقضاياه العادلة الى همه اليومي الذي لا يشغله عنه أي شاغل . وإلى جانب قناعاته الفكرية التقدمية الناضجة ، التي عززها ارتباطه بحزب انحاز للاشتراكية العلمية كخيار فكري ومنهج نظري لتحليل الواقع ، كان أحمد شديد الانضباط في عمله التنظيمي ، وحريص على نشر برنامج ومواقف الحزب وإقناع الناس بها ، كما لم يتوانى في الحشد والمشاركة الفعالة في مختلف الفعاليات الاحتجاجية والمظاهرات التي كان الحزب والتنظيمات الوطنية الأخرى ينظمونها بشكل متواصل ، وكان ناشطا ومحرضا نموذجيا في مختلف الفعاليات الطلابية التي انخرطت فيها الحركة الطلابية بحماس للدفاع عن حقوق المواطنين في العدالة والمساواة ، ورفض ممارسات الرموز المشيخية ومتنفذي النظام ، والدفاع عن الجمهورية الفتية وسيادتها بعد صفقات المصالحة مع رموز النظام البائد و محاولة النظام السعودي فرض هيمنته على مقدرات ومستقبل اليمن . ولم يتهيب أو يتردد يوما في تنفيذ المهام الحزبية التي كان الحزب يوكلها اليه في هذا المجال.

وبرغم صغر سنه ومحدودية تجربته التنظيمية التي لم تتجاوز الاربع سنوات – وفق تقديراتي الشخصية – ، الا أن ثقة الحزب بما يختزنه أحمد من مقومات الكادر الموهوب و الواعد وبوفائه للقيم والأهداف التي انخرط للنضال في سبيلها وحماسه اللامحدود للبذل والعطاء من أجل القضايا الوطنية العادلة ، كل ذلك قد جعله ضمن نخبة من اختارتهم منظمة الحزب في تعز لتنفيذ المهام الأكثر سرية وحساسية ، وبالذات المهام المتعلقة بطباعة ونسخ وتخزين ونقل وثائق الحزب ومنشوراته ، وهي المهام التي استدعت ارتباطه بأحد أوكار الحزب السرية (المخابئ السرية) ، المحتوية على آلات طباعة و نسخ الوثائق والمنشورات الحزبية ، وهو عبارة عن منزل من غرفتين صغيرتين ، في حي متواضع يقع شرق الطريق الممتد بين ميدان الشهداء والجحملية ، وتشرف عليه “أكمة” يتمركز فيها معسكر لقوات الجيش .

كان أحمد قد انخرط بنجاح في ذلك العمل ، واستطاع التوفيق بين التزاماته الدراسية و بين مهامه الحزبية و متطلبات حياته اليومية ، وكان حريصا على تمويه حركته أثناء تنقله و بقائه في (الوكر) الحزبي لإنجاز المهام المطلوبة منه ، واستطاع لأشهر عديدة أن يمارس مهامه في ذلك المكان على أكمل وجه. و بعد فترة ، وعند ملاحظته أن آلة طباعة “الاستنسل” لم تعد تنسخ بقدر كافي من الوضوح ، كونها تحتاج للتنظيف ، قرر ليلة الثلاثين من مايو ١٩٧٤ القيام بمهمة التنظيف مستخدما “بنزين السيارات” لذلك الغرض . وللأسف أثناء مواصلته لتنظيف الآلة بالبنزين وفي وقت كانت الآلة و يديه وقطع قماش التنظيف والارضية مبللة بالبنزين ، احتاج لإشعال النار ، ربما للإضاءة وربما للتدخين ، فأشعل ولاعته وهو على مقربة من الآلة وحصلت المأساة بمجرد اشعاله للنار، حيث التهمت النيران كل ما حوله وأجزاء كثيرة من جسمه العلوي ، بما في ذلك الوجه والرقبة والصدر . ورغم احتراق أجزاء مهمة من جسمه و إصابته البالغة ، إلا انه بذل جهدا كبيرا في إطفاء الحريق ( كما أوضح لي ونحن في طريقنا الى المستشفى ) ، وقد اعتقد أنه نجح في إخماد الحريق ، بعد أن غطى الآلة وما حولها بفراش نوم من القطن ، وتوقع أنه بذلك قد أخمد النار تماما ، فسارع لإغلاق باب المسكن وغادر مبتعداً وهو متدثر بملاية (طراحة) تغطي جسمه العلوي كاملاً . كان مطمئنا بأنه قد نجح في إخماد النيران وفي تأمين الوكر من مخاطر اكتشاف ما فيه . فشرع يبحث عن وسيلة لإنقاذ حياته . كانت الساعة تقارب العاشرة ليلاً حينما كافح باستماتة للوصول إلى الطريق الاسفلتي النازل من الجحملية صوب ميدان الشهداء . حالفه الحظ بمرور سيارة يقودها شاب طيب وشهم ، كانت ملامحه وتصرفاته تعكس مشاعر الإنسانية والكرم ، [ لا أعرف اسمه لكني عرفت حينها أن أباه ( … جبران العنسي) كان صاحب وكالة سيارات مازدا ] . اوقف الشاب سيارته بعد أن لاحظ إشارة أحمد له بالتوقف ، فأوضح له احمد بأنه يحتاج لإسعاف ، كونه مصاب بحروق بليغة سببها حريق مفاجئ في مسكنه ، ولأنه يعيش وحيداً اضطر للخروج سيراً للبحث عن سيارة توصله للمستشفى . لم يتردد الشاب وأبدى حماسة لإسعافه الى المستشفى ، لكن أحمد ترجاه ايضا بأن يمر به أولا على مسكني الواقع في منطقة “الشماسي” ، كي يصطحبني لمرافقته إلى المستشفى ، فوافق الشاب ، ومرا فعلا لاصطحابي معهم . صدمتني جدا الحروق البليغة التي شاهدتها على وجه وأذني ورقبة وصدر أحمد وذُهلت من قدرته على التماسك والصمود وعلى قلقه بشأن وضع الوكر الحزبي . فرغم تطمينه لي بأنه حرص على إطفاء الحريق وإغلاق باب المنزل جيدا ، إلا أنه سلمني المفتاح الذي كان قابضا عليه بحرص شديد ، وأصر على ضرورة ذهابي لاحقا للتأكد وتفقد المكان . لا أتذكر جيدا سبب توجهنا تحديدا صوب المستشفى الصيني لإسعاف أحمد ، لكن السمعة الطيبة للمستشفى حينها كانت على الأغلب هي وراء ذلك الاختيار.

وصلنا الى المستشفى واستقبلنا ممرضان حاولا المساعدة بالوسائل المتاحة لتخفيف آلام احمد ، لا أتذكر أن طبيبا مختصاً كان موجودا ساعتها، لكني أتذكر أن الغرفة كانت مكتومة وحارة ولا يوجد بها حتى مروحة لتخفيف لهيب الحروق ، ما دفع الشاب الذي أوصلنا بسيارته إلى الانطلاق فورا إلى منزله وعاد سريعا مصطحبا معه مروحة كهربائية ساعدت في تلطيف جو الغرفة والجسم المحترق ، أما أنا فأسرعت إلى منزل قريب من المستشفى لأحد رفاقنا القياديين في الحزب وطلبت منه المساعدة في الحصول من صيدلية مناوبة على علاجات مناسبة للحروق وعلى استدعاء من يمكن أن يتولى المشاركة في متابعة مستجدات الوضع ، وفعلا تم شراء بعض الأدوية الإضافية ، وقبيل الفجر كان قد حضر بعض الرفاق للمساعدة في متابعة الحالة . مرت الساعات الأولى من تواجد احمد في المستشفى وحالته لم تتحسن بسبب غياب اختصاصيين ووسائل تدخل حديثة للعناية المكثفة .

تحركت انا وقت أذان الفجر لتفقد الوكر الحزبي ، وكانت المفاجأة حين حاولت فتح الباب ولم أتمكن من فتحه لأنه كان قد أغلق بقفل آخر ، وعند سماع حركتي أثناء محاولتي فتح قفل الباب أطلت امرأة من نافذة المسكن المجاور ( وهو مسكن صاحب البيت المؤجرة – الوكر ) وسألتني عما أريده ، فأخبرتها اني مريت كي اصطحب احمد لنذهب للجامع للصلاة ، وانا مستغرب ان الباب مغلقا من الخارج رغم أن احمد يفترض أن يكون في البيت . أخبرتني المرأة أن احمد غير موجود وان الباب أغلقه جنود المعسكر الواقع في الاكمة المطلة على البيت بقفل من عندهم ، بعد أن لاحظوا مساءً حريقا ودخانا يتصاعد من البيت فنزلوا وكسروا الباب واطفأوا الحريق ، ويعلم الله ما أخذوه من البيت . أدركت لحظتها بأن محاولة أحمد لإخماد الحريق لم تنجح تماما ، وان الأمن بالتأكيد سيكون في هذا الوقت قد عرف طبيعة المسكن وما يحتويه . فغادرت المكان مسرعاً صوب المستشفى اولا للتأكد من وضع الرفيق أحمد ، ووجدت الرفاق أكثر قلقا على سوء حالته ، وبعد ابلاغهم بالمستجدات التي حدثت في الوكر الحزبي ، وبعد التشاور لبرهة رأى الجميع أن يتم نقله سريعا الى مكان آمن يسهل فيه الاستعانة بالأصدقاء أو الرفاق الأطباء لعلاجه في عياداتهم . وفعلا تم في الصباح الباكر إخراجه من المستشفى قبل أن تطاله ايادي رجال الأمن . وكما عرفت لاحقا فقد تم إسعافه إلى عيادة أحد الرفاق ، ولاحقا إلى مسكن مناسب لتلقي علاج وعناية متواصلة . أما أنا فانطلقت صوب منزلي وأخليته مما به من متعلقات قد يستفيد منها الأمن و من بعض الكتب ، كما أخذت بعض الملابس تحوطا للانتقال إلى مسكن آخر ، وذهبت موقتا إلى منزل أحد رفاقي في الحزب .

انقضي يوم ٣١ مايو ١٩٧٤ ونحن نرصد عن بعد بقلق وبحذر تحركات ضباط الأمن الوطني بتعز (بقيادة علي العتمي حينها) ، الذين انتشروا منذ الصباح للبحث عنا في المستشفيات اولا ، وبعد تحديدهم للمستشفى و معرفتهم بتفاصيل ما جرى فيه ، وكيف ومن اوصل الشخص المحروق بسيارته … الخ ، قاموا بعد ظهر نفس اليوم باقتحام المنزل الذي اسكنه وتفتيشه والاستيلاء على متعلقات كثيرة تخصني بما فيها الشهادات الدراسية والوثائق الشخصية وكثير من الصور .في هذا اليوم تمكنت مساءً من توديع الرفيق والصديق العزيز والوفي أحمد لآخر مرة ، وكان بعض التحسن قد ظهر عليه ، الا ان حالته ظلت مقلقة رغم ما حصل عليه من عناية وعلاجات طوال ذلك اليوم . أما حملة الاعتقالات الأوسع للأصدقاء والأهل فقد بدأت في اليوم التالي ولم تهدأ لفترة طويلة.

وبسبب المحاذير الأمنية ، ولأني كنت حينها في السنة النهائية من الدراسة الثانوية ولم يبق على موعد امتحانات الثانوية العامة سوى أيام قليلة ، فقد رأت منظمة الحزب أن أغادر سريعا الى عدن لتفادي مطاردات الأمن ولأتمكن من أداء الامتحانات هناك . وهكذا في اليوم التالي مباشرة – الاول من يونيو ١٩٧٤غادرت تعز صوب عدن .

بلغت هستيريا العتمي وضباطه ذروتها ، بعد أن عجزوا عن إلقاء القبض على أي من أعضاء الحزب المرتبطين بحادث الحريق داخل الوكر الحزبي ، فلم يحصلوا داخل الوكر إلا على آلة طبع “استنسل” ، ولم يحصلوا في مسكني على أي شيء يتعلق بالعمل الحزبي ، لكنهم حصلوا بالصدفة في بيت أحد الرفاق الذي لم يكن مسكونا على حقيبة من الكتب اليسارية والماركسية كنت أنا قد استعنت بصديق لنقلها معي إلى هناك ، ويبدو أن الصديق قد اضطر لذكر هذه المعلومة للأمن أثناء التحقيق معه خلال حملة الاعتقالات العشوائية والواسعة التي قام بها جهاز الامن لكثير من أصدقاء أحمد وأصدقائي من زملاء الدراسة ، الذين كان عدد كبير منهم على وشك تقديم امتحان الثانوية العامة وعانوا كثيرا من تعسف وتهديدات جهاز الأمن . كما جرى اعتقال بعض أفراد أسرتينا ( والد أحمد ووالدي اعتقلا من قريتيهما وزج بهما في سجن الشبكة بتعز لمدة تجاوزت شهرين لأبي أحمد وثلاثة أشهر لأبي ، كما اعتقل محمد خميس أخي الأكبر في صنعاء لمدة شهر تقريبا ) ، ولم يتوصل الأمن من خلال ذلك إلى أي معلومات أو وثائق ذات صلة بأوضاع الحزب التنظيمية أو بانتماء أعضائه ، رغم كل ما استخدمه من تهديدات وإذلال وتعذيب أثناء الاعتقالات والتحقيقات ، وهو ما زاد من هياج العتمي في تعز وخميس في صنعاء ، وجعل الجميع أيامها مجبراً على اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر تفاديا للممارسات الهستيرية والعدوانية المنفلتة لجهاز الأمن القمعي ، والتي كانت قد قادت ، قبل ذلك الحادث ، الى استشهاد اثنين من خيرة مناضلي الحركة الوطنية والحزب الديمقراطي الثوري تحت التعذيب الوحشي ، وهما الرفيقين عبد الجبار عبدالحميد علوان وعلي قاسم سيف ، إلى جانب إطلاق حملات عسكرية للاعتقال والبطش بالمناضلين في كثير من المناطق الريفية .

ولعدم تحسن حالة الرفيق أحمد الصحية خلال الأسابيع اللاحقة ، ارتأى رفاقه حينها أن نقله الى عدن للعلاج هو الخيار الأنسب . لكن صعوبات طارئة وغير متوقعة – كما فهمت عبر معلومات شخصية حصلت عليها بعد سنوات – حالت دون وصوله إلى المناطق الحدودية ، كما تعقدت أكثر ظروف إعادته بأمان إلى مدينة تعز ، وساءت حالته كثيراً اثناء تنقله ففارق الحياة في منطقة نائية عن تعز . وقد بقيت تفاصيل الأسابيع الأخيرة من حياته غير معروفة لأن من كانوا متكفلين بمهمة نقله وتهريبه عبر الحدود اضطروا كالكثيرين من الرفاق حينها للاغتراب وانقطع ارتباطهم الحزبي .

نعم لقد ودعنا احمد يومها بصمت ، بل لم نعرف عن استشهاده الا بعد مرور وقت طويل ولم يكن من مجال للاحتفاء بما قدمه من تضحيات ومآثر بسبب ظروف القهر والمطاردات التي تعرضت لها المنظمات الحزبية لمختلف أحزاب المعارضة . لكنه وبرغم كل ملابسات استشهاده وعدم الاحتفاء المبكر به وسرد مآثره ، فإنه بسيرة نضاله وبأفعاله وسمعته عند كل من عرفوه ، قد تمكن من أن يحفر اسمه عميقا في سجل المناضلين الخالدين المُتَحَدين لبطش نظام القمع وجبروته . إن نضاله ومثابرته ووفائه لقضايا وطنه وشعبه كانت وستظل نموذجا ملهما للأجيال القادمة من المناضلين و ستظل سيرته محط إعجاب وتقدير جماهير الحزب وشرفاء الوطن على مر العصور.

* المانيا ، ٢٠٢٤