آخر الأخبار

spot_img

“ستارلينك” تدخل اليمن: خدمة الإنترنت الفضائي تُطلق رسمياً وسط آمال ومخاوف

الثوري – تقارير 

في خطوة غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت شركة “ستارلينك” المملوكة لرجل الأعمال الكندي-الأمريكي إيلون ماسك عن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن رسمياً. وجاء الإعلان عبر تغريدة من حساب الشركة تضمنت عبارة: “ستارلينك متوفر الآن في اليمن!”، ما اعتُبر تحولاً كبيراً في مشهد الاتصالات اليمني الذي يعاني من تدهور طويل الأمد.

تفاصيل الخدمة وتكلفتها

وفقاً لما أعلنه الحساب الرسمي لشركة “ستارلينك”، فإن تكلفة شراء الجهاز تصل إلى 87 ألف ريال يمني، مع رسوم شهرية تبلغ حوالي 8,800 ريال. وعلى الرغم من هذا الإعلان، لم تُحدد المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية السعر النهائي للخدمة، ما أثار تساؤلات حول مدى توافق الأسعار مع الواقع الاقتصادي في البلاد، خصوصا في ظل استمرار انهيار العملة الوطنية.

 

تأييد حكومي ومعارضة حوثية

الحكومة اليمنية المعترف بها رحبت بإدخال خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، مؤكدة أنها خطوة تهدف إلى تعزيز جودة الاتصالات وتوسيع نطاق التغطية الرقمية، وتوفير الإنترنت للمناطق المحررة بعيدًا عن سيطرة الحوثيين الذين يتحكمون بالبنية التحتية للاتصالات منذ سيطرتهم على صنعاء في عام 2014. وذكرت الحكومة أن هذه الخدمة ستساهم في دعم التعليم عن بعد، وتمكين الطلاب في المناطق الخاضعة للحوثيين من الحصول على فرص تعليمية جديدة.

في المقابل، وفي ظل سعيها لاستمرار هيمنتها على قطاع الاتصالات، اعتبرت جماعة الحوثي أن إدخال هذه الخدمة يمثل “انتهاكاً للسيادة الوطنية” و”تهديداً للأمن القومي”. وأعلنت الجماعة أنها ستتخذ إجراءات لمنع استخدام الإنترنت الفضائي في المناطق التي تسيطر عليها. وحذرت المواطنين من التعامل مع الخدمة، معتبرة أنها قد تعرض بياناتهم للخطر وتزيد من قدرة الحكومة على مراقبة تحركاتهم.

 

تحديات تقنية واقتصادية

إطلاق خدمة “ستارلينك” في اليمن يأتي في ظل ظروف اقتصادية وأمنية معقدة، حيث يعاني قطاع الاتصالات من تدهور كبير نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد. ويعتمد معظم السكان على خدمات الإنترنت التقليدية التي تديرها جماعة الحوثي وأخرى حكومية وهي عبارة عن شركات اتصالات مختلطة وخاصة، والتي غالباً ما تكون غير مستقرة وتفتقر إلى السرعة والجودة المطلوبة.

يرى العديد من الخبراء أن “ستارلينك” قد تشكل حلاً عملياً لتحسين جودة الإنترنت في اليمن، خصوصاً في المناطق النائية أو تلك التي تفتقر للبنية التحتية التقليدية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول مدى قدرة المواطنين على تحمل تكاليف هذه الخدمة الجديدة، في ظل التدهور الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه البلاد.

 

آفاق مستقبلية

تأتي هذه الخطوة في وقت حرج بالنسبة لليمن، الذي يعاني من تحديات سياسية واقتصادية متعددة. وبينما تأمل الحكومة اليمنية في أن تساهم خدمة “ستارلينك” في تحسين التواصل وتعزيز التنمية الرقمية، يرى المراقبون أن نجاح هذه الخدمة يعتمد على مدى قدرتها على تلبية احتياجات المواطنين بتكلفة معقولة وفي ظل بيئة أمنية مستقرة.

هذا وقد أعلنت السفارة الأمريكية عن دعمها لهذه الخطوة، واعتبرتها “إنجازاً تقنياً” سيفتح آفاقاً جديدة لليمنيين، يبقى السؤال: هل ستكون “ستارلينك” قادرة على تحقيق التحول المطلوب في قطاع الاتصالات اليمني، أم أنها ستواجه عراقيل سياسية واقتصادية تجعل منها خدمة محدودة الانتشار؟

في ظل هذه التطورات، تظل “ستارلينك” فرصة واعدة لليمنيين الذين طالما عانوا من ضعف الإنترنت. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه الخدمة، سواء من حيث التكلفة أو الوضع الأمني، قد تؤثر على مدى انتشارها واستدامتها في المستقبل.