آخر الأخبار

spot_img

البيان الختامي لمؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين يرسم ملامح رؤية وطنية شاملة لإنقاذ اليمن

(إسطنبول) – “صحيفة الثوري”:

اختتم الباحثون والخبراء اليمنيون، مساء الأحد، أعمال مؤتمرهم الأول في مدينة إسطنبول، بإصدار بيان ختامي تضمن مجموعة من التوصيات والرؤى الهادفة إلى وضع خارطة طريق لإنقاذ اليمن، وبناء عقد اجتماعي جديد يقوم على المواطنة والعدالة والكفاءة والمصالحة الوطنية.

وانعقد المؤتمر خلال يومي 11 و12 أكتوبر الجاري بتنظيم من مؤسسة توكل كرمان الدولية، وبمشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين والخبراء اليمنيين القادمين من داخل البلاد ومن 15 دولة حول العالم، حيث قدّم المشاركون أكثر من 40 بحثاً ودراسة علمية تناولت مختلف قضايا التنمية والاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة والطاقة والهوية الوطنية.

وأكدت الأبحاث والدراسات المقدمة على أهمية صياغة حلول علمية وعملية للأزمات التي يعيشها اليمن، فيما تقرر نشرها لاحقاً في كتاب علمي شامل يوثّق أعمال المؤتمر ومخرجاته.

وشدد البيان الختامي على ضرورة توحيد القيادة الوطنية، وإطلاق رؤية وطنية شاملة لإصلاح التعليم والبحث العلمي بما يواكب متطلبات التنمية المستقبلية، مع ضمان عدالة الوصول إلى التعليم وتعزيز الهوية الوطنية.

وفي الجانب الصحي، أوصى المؤتمر بـ توسيع نطاق الخدمات الصحية لتشمل الأرياف، وإعادة هيكلة التمويل الصحي وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع والجهات الدولية، إضافة إلى إنشاء نظام وطني متكامل للصحة النفسية والبدنية لمعالجة آثار الحرب، وتفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي والرقمنة الطبية لرفع كفاءة الخدمات.

أما في الشأن السياسي، فقد دعا البيان إلى التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، وإنهاء مظاهر العسكرة ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وبناء الدولة المدنية القائمة على القانون والمؤسسات، إلى جانب إطلاق مشروع وطني للهوية الجامعة وتجريم خطاب الكراهية والإقصاء ومواجهة التطرف بخطاب عقلاني جامع.

وفي الجانب الاقتصادي، أكد البيان أن وقف الحرب وإرساء سلام مستدام يمثلان الأساس لأي اقتصاد متعافٍ، مشدداً على أهمية توحيد المؤسسات الاقتصادية وفي مقدمتها البنك المركزي، وإنشاء صندوق وطني لإعادة الإعمار، وتفعيل الحوكمة ومكافحة الفساد، مع التركيز على تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمار المحلي والدولي في التنمية المستدامة.

كما أوصى المؤتمر بإقرار سياسة وطنية للطاقة تراجع اتفاقيات الغاز والنفط القائمة، والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز الأمن الغذائي، وتطوير سياسة وطنية لحماية البيئة وتشجيع الممارسات الصديقة للطبيعة، بما يجعل الابتكار والمعرفة ركيزة أساسية للتنمية والتقدّم.

ودعا البيان الختامي الدول الشقيقة والصديقة إلى بناء علاقات شراكة وتعاون متكافئ مع اليمن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، موجهاً في الوقت ذاته الدعوة لإشراك النخب العلمية والبحثية في صياغة الحلول والخطط المستقبلية للأزمة اليمنية.

ويأتي انعقاد المؤتمر امتداداً لسلسلة من الفعاليات التي نظّمتها مؤسسة توكل كرمان خلال السنوات الماضية في اليمن وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة، ضمن جهودها لتعزيز قيم الحرية والسلام والتنمية العادلة.

> للاطلاع على البيان الختامي وتفاصيل مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين، يمكن زيارة الرابط التالي:
https://yre.tkif.org/ar/component/content/article/10-12-2025?catid=8&Itemid=266